Créer un site internet

حانو مارو ولد اواه..مخطط ميستر "أخنوش" الأزرق لحماية الثروة السمكية بإفريقيا نموذجا

Photostudio 1550687186936 960x680

بقلم : د.الزاوي عبد القادر - كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات

إطلعت صدفة على تقارير صحفية مصورة، حول ندوة دولية عقدها بمدينة أكادير  وزير الصيد البحري الميستر "اخنوش"، بخصوص مبادرة جديدة تسمى: "الحزام الأزرق". حيث أكد الميستر "اخنوش" في احد تصريحاته الصحفية، بأن المبادرة سالفة الذكر  تحظى بتأييد 17 دولة تقريبا، إضافة إلى مؤسسات دولية، مثل الفاو والاتحاد الأوروبي، ناهيك عن دول عظمى، التي تهتم بمجال الصيد البحري، مثل الترويج، وروسيا، وإسبانيا، على حد وصفه.

وأشار أخنوش، في تصريح للصحافة، على هامش المؤتمر رفيع المستوى حول مبادرة الحزام الأزرق، أن هذه المبادرة ستنبثق عنها منصة لتبادل التجارب بين البلدان الإفريقية، التي هي في حاجة من أجل الحفاظ على الثروة السمكية.

وأوضح أخنوش، في التصريح ذاته، أن إفريقيا في حاجة للحفاظ على شواطئها وبحارها، وثرواتها البحرية، لا تنتج سوى 7 في المائة، فيما أنها من القارات التي ستضم أكبر عدد من السكان، مشيرا إلى أن هذه بداية جيدة للتعاون بين الخبراء، لضمان مستقبل الحزام الأزرق والحفاظ على البيئة، والتكيف مع التقلب المناخي.
و انا اطالع هذه الأخبار الغارقة في الديماغوجية و "التفيتيت الراكم"، تباذر إلى ذهني مقولة بني حسان الخالدة: اللي تري عليك شوف رقبة مراحو"، و إلا فأية ثروات سمكية سيحمي أخنوش بأفريقيا عن طريق مخططه الازرق "الكاشف"، بينما جميع انواع المصايد السمكية بالمغرب و الصحراء خصوصا في أسوء أيامها، نتيجة الصيد الجائر و التهريب الاسود و الافتراس الممنهج الذي تتعرض له من طرف مستثمرين مفترسين و لوبيات مدمرة تكالبت بأساطيلها المختلفة من أصغر قارب للصيد التقليدي و إلى حدود بواخر الروس العملاقة، فعاثت فيه إجتثاثا و تدميرا، طوال السنة بلا انقطاع، و هو ما أكده المعهد الوطني للصيد البحري في احد تقاريره بخصوص تراجع كتلة الأخطبوط بشكل مغلق إضافة إلى الكتلة الحيوية للأسماك السطحية و الذي على أثره خرج قرار الوزارة بتخفيض الكوطا و اغلاق بعض المصايد الأخرى.

و هو ما سبق للمركز أيضا أن أثاره في عدة تقارير منشورة، أبرزها تقرير خاص بعمليات إفساد كميات ضخمة من السردين عمدا من طرف لوبي دقيق السمك الذي يتزعمه بالصحراء "السنتيسي"، و ذلك قصد تحويله إلى دقيق و زيوت تصدر إلى الخارج بالعملة الصعبة، على حساب استدامة الثروة السمكية و تثمينها الحقيقي و المنتج، كما تنص على ذلك بروبكندا تدعى مخطط آليو تيس. 

يا سلام على مخطط وزير الصيد البحري الجديد المسمى "الحزام الازرق" للحفاظ الثروة السمكية بإفريقيا, فهكذا تكون المحافظة و إلا فلا, و الشاهد في كلامنا ما سبق ان كتبناه من حقائق و فضائح موثقة بأدلة دامغة و مراسلات عبر الانترنت بين فروع مجموعة السنتيسي بين الداخلة و اكادير, أظهرت أنه و في ظرف أقل من 5 أيام, جلبت باخرة "سينيور" التي تسيرها شركة السنتيسي بالداخلة, حوالي 600 طن من لكوانو, في تواطئ مفضوح و مكشوف من وزارة الصيد البحري بمدينة الداخلة, التي سمحت لهذه الباخرة المشبوهة بإفساد السردين عن سابق إصرار و تعمد, بهدف تغذية مصانع لوبي السنتيسي لدقيق السمك و زيوته المربحة.

فكيف يعقل أن تستمر هذه الباخرة و خلال عمليات إبحار متوالية في جلب كل هذه الكميات الضخمة من لكوانو, رغم أنها باخرة من نوع rsw مرخص لصيد السردين و جلبه طازجا و ذات جودة عالية كما ينص على ذلك دفتر تحملات, و كل ذلك طبعا في إطار بروبكندا مخطط "اليوتيس" الذي أكدنا في وقت سابق بأنه كذبة كبيرة و حق أريد به باطل, و أن لوبيات فاسدة بجهة الداخلة وادي الذهب و على رأسها شركات السنتيسي و شركائه, كرست نفسها فوق القانون و المحاسبة, تفسد في الثروة السمكية و تنهبها ليل نهار تحت أعين و حراسة و حماية وزارة الصيد البحري, بلا رقيب أو حسيب,

ففي عمليات إبحار "السينيور" الذي سبق أن نشرتهم تحت رقم 53 و 54 بتواريخ 16/11/2015 و 18/11/2015, تم جلب حوالي 445 طن من لكوانو أو السردين الذي افسد عمدا على ظهر الباخرة, و مع ذلك إستمرت هذه الأخيرة في العمل من دون حياء او خجل او خشية من العقاب أو المتابعة, لتقوم أيضا و في نفس اليوم الذي هو 18/11/2015 بجلب 52.5 طن من لكوانو و هو ما يناهز حوالي نصف الكمية من مصطاداتها في نفس عملية الإبحار (شاهدوا عملية الإبحار رقم 55), و عليه تكون الباخرة "سينيور" و في نفس اليوم قد جلبت ما مجموعه 272 طن من لكوانو.

بدون أدنى شك وزير الصيد البحري "أخنوش" هو المسؤول الاول و الأخير عن القطاع و عن كل هذه الكوارث المرتكبة في حق الثروة السمكية بالجهة, و عليه أن يثبت للساكنة و الرأي العام المحلي أننا في دولة القانون و المؤسسات, و بأنه وزير يقف على مسافة واحدة من الجميع و حريص على تطبيق القانون و الضرب بيد من حديد على المخالفين و مجرمي الثروة البحرية مهما كانوا, و أن مخططه "أليوتيس" الذي لا ينفك يتفاخر به, هو حقا مخطط لثمين الثروة السمكية و استدامتها, و ليس مخططا لذر الرماد في العيون, وضع للتسويق الداخلي و الخارجي.

بينما الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تماما, و أن القطاع بالجهة و كما سبق أن صرح بذلك والي جلالة الملك بالداخلة تحكمه المافيا و الفوضى, و ما يوميات إبحار مدمرة السردين المكناة "سينيور", سوى الشجرة التي تخفي غابة رهيبة من الفساد الأسود و الاجتثاث الممنهج الذي تتعرض له الثروة السمكية بالداخلة, من طرف مستثمرين فاسدين و مفترسين لا يهمهم سوى مراكمة الأرباح و الثروات و الاغتناء الفاحش, على حساب ثروات الساكنة المنهوبة, من دون ان يحرك "اخنوش" ساكنا أو متحركا، أو يرسل مجرد تفتيشية للبحث في هذه النازلة المشينة و التي تعتبر كما أسلفنا، مجرد شجرة صغيرة تخفي غابة ضخمة من الفساد و الإستنزاف الرهيب للثروة السمكية المغربية عموما.

قولا واحدا، من فشل في حماية الثروة السمكية ببلده و داخل بيته الواهن، عليه أن يكف عن "الترصاف" و تسويق الأوهام عن مخططات زرقاء جديدة تهدف إلى حماية ثروة أفريقيا السميكة، إنتهى الكلام.

Sentissi2 3Sentissi1 2Sentissi2 2 2