رأي المركز..قراءة في تبني الولايات المتحدة للمقترح المغربي للحكم الذاتي

Photostudio 1604152690098 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى المقترح المغربي للحكم الذاتي، و تدعو البوليساريو إلى التحلي بالواقعية و عدم التشبت بمواقفها القديمة من النزاع الصحراوي، كما تؤكد من جديد على أن الحل السياسي يجب أن يكون واقعي و وسطي.

و هذا أبرز ما جاء في البيان الصادر عن بعثة الولايات المتحدة في تبريرها لقرار مجلس الأمن الدولي الاخير حول قضية الصحراء:

●....ولن يغفل المجلس مسؤوليته عن ضمان التقدم نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ما زلنا نشعر بالقلق إزاء الغياب المطول للمبعوث الشخصي.

●نحن ننظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وواقعية وتمثل مقاربة محتملة واحدة لتلبية تطلعات الشعب في الصحراء الغربية لإدارة شؤونهم الخاصة بسلام وكرامة.

●ندعو الأطراف إلى إظهار التزامهم بحل سياسي واقعي وعملي ودائم على أساس حل وسط من خلال استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية.

●يجب ألا تقف المواقف الراسخة في طريق التقدم.

●في غضون ذلك نتوقع أن تحترم جميع الأطراف التزاماتها بموجب وقف إطلاق النار وتتعاون بشكل كامل مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وتمتنع عن أي أعمال من شأنها زعزعة استقرار الوضع أو تهديد عملية الأمم المتحدة.

●ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لا سيما في ضوء الأحداث الأخيرة في الكركرات والتي تشكل تهديدًا للسلام والاستقرار في المنطقة والزيادة العامة في الانتهاكات التي أبرزها تقرير الأمين العام الأخير علاوة على ذلك فإن التغييرات الأحادية الجانب للوضع الراهن على الأرض لن تساعدنا في الوصول إلى حل دائم وسلمي.

إن تفسير بعثة الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن الدولي للقرار الاخير حول قضية الصحراء، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن المغرب قد نجح في ترويض ما يسمى بالشرعية الدولية لصالح مشروعية مقترحه للحل السياسي الواقعي, و إنتزاع إعتراف ثمين من القوى العظمى بمجهوداته الجادة و بإرادته الصادقة في إنجاح جهود الامم المتحدة لإحلال سلام دائم وعادل بالمنطقة, من خلال المشاركة البناءة و البراغماتية في مساعيها الرامية إلى إيجاد حل عملي و جذري لهذا النزاع الإقليمي المزمن.

بالمقابل، تمرد جبهة البوليساريو على قرارات مجلس الأمن الدولي، الى جانب تحركاتها العسكرية الاستفزازية بالشريط العازل و منطقة الكركرات, لا يدخل فقط في إطار مناورات موجهة للاستهلاك الدعائي والاعلامي، او تنفيس عن الضغط الممارس عليها, بل هو إعتراف صارخ بالدعم الواسع الذي بات يحظى به الطرح المغربي للنزاع من طرف مجموعة أصدقاء الصحراء بمجلس الامن, ما يؤشر على نجاح المغرب في التموقع الصحيح داخل خارطة المصالح الجيو-بوليتيكية الدولية، و إثبات الذات كقوة إقليمية صاعدة، تمتلك بين أيديها أوراق ضغط فاعلة خصوصا في الجانب الأمني و مكافحة الإرهاب و الهجرة السرية، ما يجعل رؤية المغرب للحل صمام أمان للأمن و الاستقرار الشامل بمنطقة الساحل و الصحراء.

إننا إذا، بصدد نجاحات ديبلوماسية ساحقة تحققها المملكة المغربية، نجحت في فتح أعيننا على حقيقة راسخة مفادها أن المنتظم الدولي يتجه إلى إضفاء الشرعية القانونية الدولية على المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية، و جعله قاعدة جوهرية شرعية لأي حل مرتقب لنزاع الصحراء.