قراءة إستراتيجية في قرار المغرب إشراك الساكنة الأصلية في مشاورات جنيف حول قضية الصحراء
بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للأبحاث و تحليل السياسات
لقد تأكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك، بأن جبهة البوليساريو الإنفصالية تتعامل مع الصحراويين المتواجدين في الصحراء المغربية، بمنطق التشكيك و التخوين و لا ترى فيهم إلا "حطب النار" تسعر بهم حروبها الإعلامية و الحقوقية العبثية ضد الدولة المغربية، لأجل أوهام قيام دولة الرابوني القبلية اللاصحراوية و اللاديمقراطية،
و الشاهد في حديثنا تعمد إقصاء جبهة البوليساريو تعيين قيادات إنفصاليي الداخل الموالين لها في الوفد التفاوضي الرسمي للجبهة، و الإقتصار على قيادييها المقيمين بالفردوس الأوروبي بعيدا عن بؤس و جحيم مخيمات اللاجئين بتندوف، في الوقت الذي قام فيه المغرب بتعيين منتخبين صحراويين من مدن الداخلة و العيون ضمن وفده المفاوض،
و رغم أنه لدينا ملاحظات كثيرة على شرعية تمثيليتهم لساكنة الصحراء المتواجدة تحت السيادة الشرعية للمغرب، و غير راضين قطعا عن طريقة تدبيرهم الكارثية لملفات المنطقة الإقتصادية و الاجتماعية و السياسية، إلا أنهم يظلون يعتبرون جزء من الساكنة الصحراوية الأصلية و الوحدوية، كما يحسب للمغرب هذا القرار الشجاع و التقدمي، الذي يشكل ضربة إستراتيجية مدمرة لأسطورة إحتكار تمثيلية الصحراويين من طرف جبهة البوليساريو، و يضيف قواعد جديدة و حاسمة للعبة، ما يجعل أي حل مرتقب للنزاع خاضعا بقوة القانون لإرادة و رغبات الساكنة الصحراوية الوحدوية المتواجدة فوق أرضها و تحت ظل جناح المملكة المغربية،
قولا واحدا، جبهة البوليساريو تريد قيام دولة قبلية محصورة زعامتها و أطرها و كوادرها على ساكنة تندوف، أما ساكنة الصحراء المغربية الأصلية فلا ترى فيهم سوى شرذمة من الخونة و المرتزقة، و مواطني "البدون" كما هو حال الجاليات العربية و الاجنبية المقيمة في بعض مشيخات الخليج و بالخصوص في دولة الكويت، حيث يعيش آلاف المواطنين بدون جنسية رغم أنهم ولدوا هم و آبائهم في هذه الإمارة الخليجية،