Créer un site internet

كواليس...القوات المسلحة الملكية كانت على وشك التحرك لفك الحصار عن الشاحنات العالقة بمعبر الكركرات

Photostudio 1544796140886

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

أفادت مصادر إعلامية مغربية موثوقة، أن الجيش المغربي كان على وشك التحرك لفك الحصار عن المئات من الشاحنات العالقة بمعبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية؛ وذلك بعدما قامت مجموعة من شباب الداخلة المعتصمين بالمنطقة العازلة أحتجاجا على أوضاعهم الإجتماعية الكارثية، بوضع متارس وسط قارعة الطريق، ما تسبب في حالة "بلوكاج" غير مسبوقة بالمعبر، إذ توقفت المئات من الشاحنات القادمة من موريتانيا، والتي كانت بصدد الدخول عبر المعبر الجنوبي و نفس الشيئ بالنسبة لتلك القادمة من الداخلة و مدن شمال المملكة،

ووفق ذات المصادر فإن تعليمات أعطيت لعناصر الجمارك من أجل تشديد المراقبة على الحدود الجنوبية للمملكة وإخضاع جميع السيارات والشاحنات التي تعبر الحدود لتفتيش دقيق، بحثا عن الأسلحة النارية التي يمكن أن تدخل من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد حجز سلاحين في أقل من أسبوع لدى مواطنين أجانب.

وأضافت المصادر أن معبر الكركرات شهد توقف سير الشاحنات التجارية نتيجة معتصم بنصب الخيام لعدد من شباب إقليم الداخلة وعناصر أخرى تطالب بتسوية ملفاتها الاجتماعية المتأزمة،

من جهة أخرى، يبدو أنه و كإجراء إستباقي لتدخل القوات المسلحة الملكية، سارع رئيس جماعة بئر كندوز و مجموعة أخرى من المنتخبين و البرلمانيين لإقناع الشباب المعتصم بإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور، و هو ما تم بالفعل حيث وافقوا مؤقتا على تعليق جميع الخطوات التصعيدية، والسماح بعودة حركة المرور لطبيعتها بالمعبر،

كما حمل هؤلاء الشباب، وزارة الصيد البحري المسؤولية كاملة بخصوص الخطوات التصعيدية القادمة في حال لم يجد هذا الملف الإجتماعي طريقه نحو الحل السريع والكلي، مشددين على أنه من غير المقبول أن تُمس مصالح فئة من المواطنين وتبقى أخرى تتنعم في خيارات ومقدرات البلاد والعباد، وهو الأمر الذي دفعهم لإغلاق المعبر في وقت سابق،

ليبقى الملفت في كل هذا الوضع السوسيو-إقتصادي الكارثي و العبثي الذي يعيش في ظله شباب جهة الداخلة وادي الذهب، من تهميش و إقصاء و بطالة و تشريد، تحول مجلس الجهة بميزانيته الضخمة و حلفائه السياسيين و المنتخبين، و صلاحياته الشاملة و إختصاصاته الواسعة، الى مجرد إطفائيين هنا و هناك، يتصيدون إحتجاجات الساكنة المقهورة من أجل إطفاء حرائقها برزمانة من الكلام المعسول و الوعود الفارغة، بينما كان بإمكان ميزانية مجلس الجهة الضخمة، أن توفر بدائل إقتصادية و إجتماعية حقيقية و ملموسة لهؤلاء الشباب المحروم و عموم ساكنة الجهة المطحونة، تمكنهم من العيش الكريم، من دون أن يكونوا مضطرين للإعتصام في ظروف مهينة و قاسية بالكركرات أو النزول الى الشوارع، و يصبحون في مواجهة الدولة و السلطات و أجهزة حفظ النظام، بينما يتنعم  الإطفائيون في خميرة الميزانيات و ريع كراسي الرياسة، إنتهى الكلام.