بعيدا عن السياسة...قبس شعري جميل من تراث شعب الفرطين البائد ساكنة شبه جزيرة الداخلة الأصلية

Photostudio 1545490500102

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

 

بعيدا عن نجاسة السياسة و همومها، و بعيدا أيضا عن أجواء الإجرام الداعشي الوحشي التي خيمت بظلالها المدلهمات على أجواء المنطقة هذه الايام بعد الجريمة المروعة التي إرتكبها وحوش شبه بشرية بجبال مراكش في حق سائحتين اجنبيتين من بلاد الإسكندناف،


-أقول- بعيدا عن كل هذه الأجواء الحزينة و الكئيبة، إخترت أن أقاسم قرائي و متابعي صفحتي الأعزاء، قبس شعري جميل من آداب شعب الفرطين البائد ساكنة شبه جزيرة الداخلة الأصليين، تعلمته في المهد صبيا من والدتي طيب الله ثراه، الأديبة و الشاعرة التي عاشت في الظل و ماتت فيه، بعيدا عن أضواء التلفزة و الإعلام و الكاميرات،

 

رغم تفننها في تطويع القوافي، و إبداعها في نسج ابيات الشعر الحساني على مختلف البحور و الأشوار، و برغم كذلك خزانها المعرفي الموسوعي و حفظها العجيب لتراث شعب البيظان برواياته و شعره و آدابه و حوادثه و أساطيره، إضافة طبعا الى تراث و تاريخ و أدب شعب الفرطين البائد الذي تنحذر منه كابرا عن كابر،


هذا القبس الأدبي يخص حوار شعري ظريف و معبر بين شخصين إثنين، او ما يسمى في لغة بني حسان ب"لكطاع"، يقول فيه أحدهم للآخر: 
▪عندي دراعا كون تخيط....و اللاذي هي حرفتها
▪إلا وكفت كالت شيط...و إلا كعدت علتها
و يرد عليه الآخر قائلا:
▪ولد مي وجهو يتكالا...و اللي بيه اللا محنتها
▪اللا صبري يا تكاوا...إلين نجدد شبكتها

 

رحم الله والدتي حفيدة شعب الفرطين البائد، و رحم الله ما أكله التراب من أجساد تلك الأمة الخالية، السكان الأصليين لشبه جزيرة الداخلة، الذين تحكي الأسطورة بأن جيناتهم معجونة من رمل و ملح، و بأن عمتهم كانت سمكة، و أنهم كانوا يفطمون أبنائهم من ماء بئر "الطرف لزرك" الأجاج....للسفر بقية.

Rio de oro persBens1936633275نFranco79a95343339