الداخلة و تبذير المال العام على تنظيم المهرجانات الفارغة...إلى متى هذا الضياع؟؟؟

بقلم: الأستاذ حمادي الصغير

الداخلة والمهرجانات الفارغة، او سياحة الندوات والمؤتمرات كما يحلو للبعض تسميتها. مؤخرا وفي هذه السنوات الاخيرة باتت مدينة الداخلة الوجهة الرئيسية لاقامة المهرجانات والندوات والتظاهرات الدولية وووو الخ، غير ان الفائدة المرجوة منها لا تتجاوز الموائد الفاخرة والسيارات الفارهة و التصريحات التي تحمل في طياتها عناوين فضفاضة قد تفهم سياسيا اكثر من فهمها اجتماعيا او اقتصاديا او علميا.

وفي المقابل نجد ان المدينة لا ترقى الى ان تستضيف مثل هذه التظاهرات الدولية وذلك لاسباب عدة نختزلها في : 

▪البنية التحتية الهشة والهزيلة

▪البنية المجتمعية التي مازالت تبحث عن مكان تحت الشمس 
▪البطالة  القاتلة المتفشية في الشباب حاملي الشهادات 
▪الاقصاء الممنهج لكل الفاعلين السياحين من ابناء المدينة من الاستفادة من هذه التظاهرات الدولية خصوصا في الشق المتعلق بنقل الوفود.
▪النخبة المحلية التي لا تشارك بالقدر الكافي في هذه التظاهرات لتبقى مجرد مجموعة من المصفقين والمطبلين.

▪الاموال الطائلة ( المليارات ) التي تصرف في هذه التظاهرات.

ألم تكن المدينة احوج لهذه المليارات، من اجل  التهيئة واصلاح البنية التحتية وتشغيل الشباب، حتى تكون قادرة على استيعاب الوفود والسياح واعطاء صورة حقيقية عن الواقع الاجتماعي والمؤسساتي للمدينة، وبالتالي تكون قادرة حقيقة وحكما وقاعدة صلبة لاقامة التظاهرات الدولية واستقطاب السياح والمؤتمرين، ولما لا الفاعلين الدوليين وااشخصيات المهمة؟؟!!

صراحة انما يؤرقني ويجعلني اتسأل في كل وقت، هو لماذا تبذير هذه الاموال في اشياء غير مفيدة فلا  الساكنة استفادت شيئا ولا المدينة انتفعت؟!؟

وعليه اطلب من القائمين على الشأن العام المحلي، والمنخرطين في تسيير التظاهرات الدولية والساهرين على انجاحها، بأن يقيموا مهرجان دولي يكون موضوعه البطالة القاتلة..الاشكالية والحلول المقترحة؟! او موضوع التنمية المحلية في ظل وجود نخبة كلاسيكية؟! او موضوع الداخلة الغنية والشعب الفقير؟! ....وغيرها من المواضيع التي تعالج اشكاليات المجتمع ؟!! بدل المهرجانات الجوفاء الفارغة التي تبعث في انفسنا اليأس والاحباط والفشل، كلما قارنا الواقع المعاش لسنوات مضت واخرى قادمة مع ميزانيات مخصصة لمهرجانات تصرف في يومين او ثلاثة؟!!!