Créer un site internet

لماذا تكذبون..طنجة أيضا قطعة من الفردوس المفقود

1700b7b5 f891 48f2 ae5b 7a70672b921f

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الاطلسي الصحراوي للاعلام و ابحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

بعيدا عن نجاسة السياسة و أهلها، قررت أن أتقاسم مع قرائي الأعزاء، قصيدة نثرية كتبتها ذات يوم، بعد أن وجدت نفسي بالصدفة سائرا على خطى العاشق طارق بن زياد، غير بعيد من جبل القصر الصغير، بالضفة الأخرى من الفردوس. بعد أن وجدت نفسي أقف بجانب نفس الربوة التي أناخ عندها قلب الملك محمد الصغير، مودعا بالدموع قصر الحمراء و ثمانية قرون من الحب و الياسمين.

عنوان النثر الشعري: لماذا تكذبون...طنجة أيضا قطعة من الفردوس المفقود

كم انت ساحرة أيتها العالية..بهضباك الشامخة التي تداعب وجنتيها امواج الابيض المتوسط بكل حنان و رومانسية..

اه...اوجاع طارق الاخيرة لا تزال موشومة بجبل القصر الصغير..و المدى البعيد حيث تتراء آلخيثيراس مثل سفينة عائمة فوف الغيم..

عظيمة امة يعرب التي ملكت الجنة ثمانية قرون..

اه يا طنجة..و فيك نطق أخيرا حرف القاف بلفظه القديم، بعد أن نفظ عنه غبار الصحراء ...

و تحرر من خشونة لسان البدو..

أما البحر الابيض المتوسط فقد تكلف عبر الدهور..

بحمل رسائل الحب بين مدينة هرقل و الضفة الاخرى...

إنها حسناء اسبانية إختطفتها افريقيا، لكنها ابت ان تنزع عنها وشاح شبه جزيرة ايبيريا الاخضر...

مالاغا و طريفة و خليج قادس و جبال لندلوثيا..

لا زالوا يمنحون الوصال كل عشية لجبل القصر الصغير و هضبة بني يخلف عبر الأثير...

لا زالوا ينظمون فيهم شعر الاطلال و الحنين..

لا تزال نوارس الضفتين تتبادل القبلات فوق اديم الماء بين الجنتين...

لقد اخبرتني بذلك مدينة سيدونيا الجميلة...

لقد حدثتني هضاب غرناطة و مروج اشبيلية الساحرة عن روايات الحب القديم..

و عن زفرة محمد الصغير الأخيرة..

سألتني: اين رحل إبن زياد؟؟؟ لقد طال الغياب..

لا تزال تبحث اسبانيا عن وجهه بين وجوه شقراء تائهة بين الضفتين...

ما هذا البؤس؟

ما هذه القسوة؟

لماذا انسكب البحر بين الاحبة مثل العذول؟

لماذا ظلمت الجغرافيا طنجة العالية؟

انها فعلا اسبانيا التي اختطفها البحر..

انه السحر الذي ينسكب كل اصيل حين تلتهب اضواء الشوق من الجزيرة الخضراء..

وهي ترنو الى شاطئ مالاباطا..

انه بعض مني الذي خطفته افريقيا..تحكي بصوت تعصف به حشرجات الحسرات..

اه...لقد حانت لحظة الوداع..

وداعا القصر الصغير..

وداعا ايها الابيض المتوسط الحنون..

تائه انا بين الجنتين..

لا ادري هل اودع فيك طارق ..

و مواكب الزهور التي حملها معه من القصر الصغير مبحرا صوب نصفه الآخر..

لا...لا..طارق إبن زياد لم يكن محاربا..

لقد زوروا التاريخ..

لقد كذبوا علينا..

طارق كان عاشق حمل معه مراكب من الورود..

لقد وقفت على اثار اقدامه المزهرة بمروج ألخيثيراس، و صخرته العظيمة العائمة بالجانب الأيسر من الفردوس..

لقد حدثتني هضاب لندلوثيا عن قصة حبه الاسطورية..

نعم..نعم..لقد زرت قبر حبيبته ماربيا الجميلة..

لا تزال روحها متوشحة بالسواد..

لا تزال تبحث عنه بين الأفق و الموج..

لا تزال منذ قرون ست تنتظر قدومه كل مساء عند شاطئ كوسطا ديل صول..

لماذا تكذبون..طنجة قطعة من الفردوس المفقود..طنجة قطعة من الفردوس المفقود

2f933717 d931 4424 af70 5911a384929a