Créer un site internet

بعيدا عن الفتات التنموي..سيظل "الجماني" الرقم الصعب في معادلة التنمية بجهة الداخلة وادي الذهب

Photostudio 1549394776178 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر – كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات

حاولت كثيرا أن أكبح جماح قلمي, و أن ألجم بنات أفكاري عن مقارعة صحف صفراء فاقع لونها, أسبلت بسدولها المدلهمات على المشهد الصحفي بهذه الربوع المالحة، ما يطرح أسئلة فاحشة و عويصة عن ماهية الصرح الاعلامي و الصحفي الذي يحاول البعض التأسيس له بجهة الداخلة وادي الذهب, و عن مدى إلتزام هذه الأطراف بالضوابط المهنية و الاخلاقية لمهنة الصحافة, التي أسس لها العالم المتحضر, منذ ارهاصاتها الاولى أيام الملك البابلي الشهير "حمورابي", عام 2100 ق.م, الذي تنسب إليه أول صحيفة ظهرت في العالم, وهي مجموعة حمورابي للقوانين, مرورا بحجر رشيد عهد بطليموس الخامس, نحو 196 قبل الميلاد, و الذي يعتبر أول صحيفة حجرية نقشها الانسان, و من بعد ذلك القيصر يوليوس الذي أصدر عقب توليه السلطة صحيفة مخطوطة اسمها "اكتاديورنا" أي "الأحداث اليومية" وذلك عام 59 ق م, وصولا الى بدايات القرن التاسع عشر الذي عرف البداية الحقيقية للصحافة العربية,حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق.

فالصحافة كما لا يخفى على أحد, مهمة شريفة جسدها الرسل و الأنبياء, في رسالاتهم السماوية التي أمروا بتبليغها للناس. إنها رسالة نبيلة وليس مجرد تجارة أو رزمة من الأجندات, تتغير وتتبدل بتغير المواقع و الأبواغ،ولكنها عقل مفكر له هدف وغاية و صوت يخاطب عقول الرأي العام المسؤول و المستنير. إلا أن بعض المواقع الاعلامية الموالية لرئيس الجهة و تحالفه السياسي, مصرة على ممارسة الدعاية الغوبلزية بحذافيرها,و مستمرة في اغراق الساحة الاعلامية بقصاصات اخبارية مفبركة و كاذبة و مدفوعة الاجر, من أجل تشويه صورة و سمعة رئيس بلدية الداخلة بأي ثمن كان، في إطار حرب خسيسة و ظالمة, باتت مفضوحة للساكنة و تافهة الى أبعد الحدود.

من خلال احتكاكنا في الماضي ببعض أقطاب التحالف السياسي الحالي المسير لمجلس الجهة و المناوئ لرئيس بلدية الداخلة, تأكد لدينا بما لا يدع مجالا للشك, بأنهم يعانون من حالة مرضية مزمنة تسمى "سيدي صلوح الجماني", سببت لهم أعراض من الهلوسة الحادة, جعلتهم يتخيلون الرجل كغول مرعب يقف وراء كل ما يعانيه رئيس الجهة من أزمات تدبيرية خانقة و أحكام قضائية إدارية ضد مسطرة إنتخابه, حتى بات ينطبق عليهم المثل الدارج الحكيم "طاحت الصومعة..علقو الحجام". لذلك لطالما أوحوا لنا حينها, بتنظيم هجمات اعلامية محكمة على منافسهم السياسي "الجماني", لأنه حسب وجهة نظرهم المتقيحة, أصل كل الشر و البلاء. في الوقت الذي ظلوا يتجاهلون فيه عن خوف, بأن من طعن في شرعية انتخاب رئيس الجهة، هي رئيسة حزب الاصالة و المعاصرة بالجهة و زعيمة المعارضة بالمجلس الجهوي الحالي، و هو الاسم الذي بمجرد ذكره, ترتعد فرائصهم, ويصيبهم الذعر والهلع والخرس و البكاء, ولا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس, فلا يجرؤا كبيرهم و لا صغيرهم،و لا أذرعهم الاعلامية و لا ذبابهم الإلكتروني و لا رقيقهم الجمعوي البغيض, على الاقتراب أو حتى مجرد الهمس.

إلا أن "الجماني" و كما نصحنا لهم من قبل, غير مهتم بما ينشروه, و لن يطأطأ لأحد الرأس، فهو ليس من طينة أولئك الذين عهدوا إبتزازهم نتيجة أياديهم "المدسمة" و بطونهم "المخلوضة", و ليس أيضا مافيوزي صنع ثرواته بالتجارة المحرمة العابرة للحدود كحال العقل المدبر لكل الحرب الإعلامية القذرة التي تشن ضد بلدية الداخلة، التي و كما هي عادتها دائما, و برغم التشويش و الغوغائية الصادرة من الأذرع الإعلامية العرمرم الموالية لحلف "ولد ينجا" السياسي, ماضية في تحمل مسؤولياتها الجسيمة, من أجل النهوض بالبنية التحتية للمدينة, و تحسين شروط عيش المواطنين.

لذلك يسعدني أن أحدث القراء, عن نموذج براق من رزمانة إنجازات بلدية الداخلة التنموية تحت قيادة "الجماني", يتعلق بمشروع إزالة مطرح الأزبال العشوائي من قلب المدينة، و هو النقطة السوداء الموروثة عن الحقبة الاستعمارية الاسبانية و الذي تعاقبت عليه لعقود خلت المجالس البلدية و رؤساء الجهات و الولاة, و عجزت جموعهم عن مجرد التفكير في كيفية ازالته و تخليص ساكنة مدينة الداخلة من شروره و بشاعته و روائحه المنتنة و مداخن حرائقه الخانقة، فما بالك امتلاك الشجاعة و الارادة لنقله بعيدا عن مركز المدينة، رغم أنه ظل يشكل خطرا داهما على صحة المواطنين القاطنين بالتجمعات السكنية والمؤسسات التعليمية المتواجدة بأحياء مدينة الوحدة والنهضة المجاورة, خصوصا بعد التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة على اثر عملية إعادة إسكان مخيمات الوحدة.

لكن "سيدي صلوح الجماني" كان له رأي اخر في الموضوع, و كما عاهد الساكنة بذلك من قبل, لم يهنئ للرجل حال أو يرتاح له بال حتى أستطاع أن يصنع المعجزة و يحول المستحيل الى ممكن, و ينقد ساكنة المدينة من هذه القنبلة البيئية الموقوتة، معبئا الجهد و الأموال و  الشراكات مع مجموعة من المتدخلين المحليين و المركزيين، لأجل انجاح هذا الورش التنموي و البيئي الضخم.

و بالفعل تحول الحلم الى حقيقة, و خرج المطرح المراقب الجديد الى النور، حيث تم انجازه على بعد 50 كلم شرق مدينة الداخلة، وفق المعايير الدولية المعتبرة, التي تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على البيئة وحماية الفرشة المائية والبعد عن المحاور الطرقية والتجمعات السكنية, و ذلك بتكلفة مالية تناهز 282 مليون درهم و على مساحة اجمالية تبلغ 16 كلم مربع, ستجري فيه عمليات استقبال و معالجة 149 طن من النفايات المنزلية على مدار اليوم.

معلمة تنموية ضخمة تنضاف الى السجل الحافل بالإنجازات و العطاء, الذي سطرته و لا تزال أيادي "الجماني" البيضاء, في الخارطة التنموية بالمدينة, منذ توليه أمرها و شؤونها. إنجازات تسد عين الشمس, لا ينكرها إلا غوغائي مأجور, أو سايكوباتي حاقد, أو قبلي متعفن, من جوقة العدميين, الذين لا يزالوا يرون خلف المروج الممتدة خواءا مرعبا.

إنها صفحة أخرى, من صفحات كتاب منجزات "سيدي صلوح الجماني" بهذه الربوع المالحة, سطرت حروفه بمداد من ذهب، و عطاء مستمر في الزمان و المكان, و مجهودات مخلصة, حولت مدينة الداخلة الى جوهرة عمرانية, بعد عصور فيودالية مظلمة, كان خلالها العجز سيد الموقف, و الميزانيات تستثمر في تنمية قطعان الإبل و بناء القصور و الفيلل, و إمتطاء صهوات السيارات الفارهة, بينما مدينة الداخلة ترزح بنيتها التحتية, تحت نير البؤس و التردي. ثلاثين حولا من النحس و القحط المستمر, لم تتقدم فيها مدينة الداخلة خطوة واحدة في إتجاه المستقبل, رغم الأموال العرمرم التي خصصتها الدولة المغربية لتنمية هذه الربوع المالحة, و اليوم يريدونا من أن نمحو كل تلك الحصيلة العدمية من ذاكرتنا, و نصدق وعودهم الزائفة, التي تروجها صحافتهم الموازية, و قد نسوا أو تناسوا بأن "الشطاح ما ينسى هزت لكتف", و بأنهم مجبولون على "التشرتيت" و "التهنتيت" و "التساطيح و شي ما يطيح", و لهم في ذلك مآرب كثيرة خبروا قضائها على مر السنين.

الداخلة يوم تتغير, و يحسب ل "سيدي صلوح الجماني" أنه يستطيع على الأقل, أن يقدم أمام الساكنة حصيلة فترة انتدابه رئيسا لجماعة الداخلة, خلافا للأطراف الأخرى المناوئة للرجل, الذين لا نزال نتحداهم أن يقدموا لنا حصيلة سنوات تدبيرهم الكارثية لمجلس الجهة, أو مداخلات لبرلمانييهم, يترافعون خلالها عن قضية واحدة يتيمة تهم مصالح الساكنة، رغم الفارق الخيالي بين الإمكانات المالية الضخمة التي وضعت بين أيديهم، مقارنة مع ميزانيات بلدية الداخلة الهزيلة و الفقيرة، و هو ما فضحته الحادثة المأساوية للشاب الصحراوي الذي أحرق نفسه بالكركرات، و عجز جهة بحجم و إمكانات و ثروات الداخلة وادي الذهب، أن توفر له طائرة مروحية طبية لحمله بشكل استعجالي للاستشفاء بمدن شمال المملكة، إنتهى الكلام.