قراء في دورة مجلس بلدية الداخلة..بين حصيلة "الجماني" المشرفة و إفلاس خصومه السياسيين

Photostudio 1549673566356 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

يبدو أن الأذرع الإعلامية الموالية لرئيس الجهة و تحالفه السياسي، باتت تمارس سياسة إعلامية مفضوحة عنوانها العريض: التضليل و لا شيئ غير التضليل، خدمة لرئيس أثبت فشلا ذريعا في تحقيق أي شيئ يذكر لساكنة الجهة، بعد ان تحول في عهده مشروع الجهوية المتقدمة و إمكاناته المالية الخيالية إلى ما يشبه أحلام ول هميش المستحيلة.

و المناسبة هذه المرة، تعمد تلك المواقع الصحفية مغالطة الرأي العام المحلي عن طريق بروبكندا تافهة، بخصوص مخرجات أشغال الدورة العادية الناجحة لمجلس بلدية الداخلة برسم شهر فبراير المنعقدة مساء أمس، حيث ناقش المجلس وصادق بالأغلبية و في أجواء هادئة، خلال الجلسة التي ترأسها "سيدي صلوح الجماني" على جميع المشاريع الهامة المدرجة في جدول أعمال الدورة العادية لشهر فبراير 2019 و التي همت:

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة من أجل تمويل البنية التحتية بمدينة الداخلة بكلف إجمالية تبلغ 13.000.000.00 درهم.

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة لتجهيز وصيانة قصر المؤتمرات بمدينة الداخلة.

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة لتطوير وتعميم التعليم الأولي.

■الدراسة والتصويت على مشروع برمجة الفائض الحقيقي للسنة المالية 2018. 

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة بين الجماعة الترابية الداخلة وبرنامج الأمم المتحدة للمؤسسات الانسانية والمدن والحكومات المحلية المتحدة لافريقيا وبلدية ريفسك بالسينغال والوكالة الحضرية للداخلة.

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة بين الجماعة الترابية الداخلة وبلدية ملارتيك.

■الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة بين الجماعة الترابية الداخلة وبلدية اويونا.

مشاريع سوسيو-اقتصادية و تنموية حيوية تندرج ضمن مخطط عمل الجماعة الطموح، تروم تحسين مستوى عيش ساكنة مدينة الداخلة على مختلف الاصعدة، حيث كان لافتا أيضا قيام المكتب المسير للمجلس و قبيل المناقشات بعرض تقرير شامل عن حصيلة أنشطة و منجزات المجلس ما بين دورة أكتوبر 2018 و فبراير 2019، و في ذلك إشارات سياسية قوية و مفحمة للخصوم السياسيين للمجلس البلدي و رئيسه، عنوانها العريض "آتوا برهانكم أن كنتم صادقين"، ف"الجماني" يمتلك حصيلة مشرفة يمكنه تقديمها بالأرقام و الترافع عنها بوجه مكشوف، أما تحالف مجلس الجهة فلا يملك من الإنجازات و الحصيلة، سوى ما تطالعه الساكنة من قصاصات إشهارية مدفوعة الأجر، تبث كل مساء على شاشات المواقع الإعلامية العرمرم الموالية لرئيس الجهة.

22281724 503410863370089 5463615936374428556 n 2لذلك و كما أسلفت، و بعيدا عن تبذير الملايير من المال العام على تمويل مهرجانات "التبوريدا"، و فصول شراء مواد النظافة و مصاريف "الزرود" و المهرجانات و "خشي فوجهك", كما هو حال المجلس الجهوي في برمجته الميزانياتية الكارثية برسم سنة 2019, و بعيدا أيضا عن الاجتماعات "الديكور"، و الإتخان في توزيع الوعود الفارغة على ساكنة الداخلة، و قد اوشكت فترة المجلس الجهوي الانتدابية على الانتهاء، و لا يزال رئيسه مشغول بتوزيع الامنيات الحالمة على جموع المواطنين بغد افضل، بينما واقع الحال صارخ بالعدمية و البؤس في أبهى حلله و تجلياته، عكسته الحادثة المأساوية للشاب الصحراوي شهيد الكركرات، الذي عجزت جهة بحجم و إمكانات و ثروات الداخلة وادي الذهب، عن مجرد توفير طائرة طبية مستعجلة تقله إلى مدينة الدار البيضاء للعلاج، فما بالك بإمتلاكها مستشفى جهوي مرموق قادر على مداواة حروقه و تضميد جراحه.

-أقول- بعيدا عن كل ذلك العبث المرسل، تباشر الجماعة الترابية للداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني", صلاحياتها التدبيرية بكل جدية و مسؤولية، رغم قلة الامكانات المالية مقارنة بحجم الخصاص المهول الذي ورثه الرجل، حيث أطلق المجلس البلدي عملية واسعة تخص تهيئة وتجديد شبكة الطرق الحضرية، بجميع شوارع وأزقة المدينة، ناهيك عن مجهوداته الجبارة في مجال تطوير الإنارة العمومية، وتأهيل وتهيئة الساحات والحدائق، و تدبير قطاع النظافة بالمدينة، و تجهيز و تطوير البنية التحتية بجميع الأحياء ناقصة التجهيز، و تكسية جميع طرقاتها بأجود أنواع الإسفلت الساخن، من دون الحاجة الى التنطع امام الكاميرات، و لا اجترار عذب الكلام و الديماغوجية الركيكة، كما هو حال خصوم "الجماني" على مستوى مجلس الجهة.

غير أن أكثر ما يثير الغضب و السخرية، إنتقاد بعض المواقع الصحفية المناوئة لرئيس البلدية، رفض "الجماني" تبذير المال العام على مكاتب الدراسات قصد اعداد برنامج عمل المجلس، حيث أصبحت المحافظة على ميزانية الساكنة من الهدر و الإستنزاف الممنهج سبة في وجه رئيس البلدية، رغم أنه قد سبق لتفتيشيات مصالح وزارة الداخلية أن اكدت في تقارير منجزة وجود تسيب كبير في مجال إنجاز الدراسات بمجالس الجهات، و تبديد المال العام دون جدوى، فباستثناء انجاز دراسات تتعلق بالمخططات التنموية الجهوية، التي نص عليها القانون المحدث لمجالس الجهات، والتي كلفت في مجملها أكثر من 10 ملايير سنتيم، فإن العديد من الجهات أنجزت عشرات الدراسات، في مجالات بسيطة، وبمبالغ مالية ضخمة، دون التحقق من أثر هذه الدراسات.

22310124 503411036703405 7451745617691123656 n 1

وحسب ذات التقارير، فإن إنجاز الدراسات يعتبر أحد مسارات تبديد المال العام، عبر مكاتب الدراسات التي ترتبط ببعض المنتخبين الجهويين بعلاقات مشبوهة، وصلت إلى حد اقتراح هذه المكاتب انجاز دراسات وعرضها على رؤساء الجهات، ما يعني أن بعض الدراسات لم تنجز لتقدم أجوبة عملية لإشكالات تدبيرية، وإنما أنجزت من أجل صرف اعتمادات رصدت لهذا الغرض. حيث أدى إطلاق يد رؤساء الجهات في مجال إنجاز الدراسات، دون اعتماد مساطر تحدد مقتضيات اللجوء إلى إنجاز دراسات مختصة، إلى استسهال هذه العملية التقنية، علما أن الجهات وفق النظام القديم أنجزت عشرات الدراسات التي لم تفعل، وبقيت حبرا على ورق، رغم كلفتها المالية الباهظة.

لذلك لا غرو أن تدافع الصحافة الموالية لرئيس الجهة عن إهدار الأموال على مكاتب الدراسات، عكس "سيدي صلوح الجماني" الذي إختار و كما هي عادته دوما الاصطفاف إلى جانب مصالح الساكنة، و قرر توفير كل تلك الاموال العامة, من أجل صرفها في أمور أخرى أكثر أهمية, تمكن من تحسين مستوى عيش المواطنين و تطوير البنية التحتية للمدينة، لأنه و عكس خصومه السياسيين يدرك جيدا بأن الساكنة لم تنتخبه لأجل أن يضيع ميزانياتها على تمويل مكاتب الدراسات و الاستشارات لأجل التعلم و المعرفة, على حساب إنتظارات و مطالب الساكنة الملحة.

هذا مجرد غيض من فيض, و نقطة في بحر ما قامت و تقوم به بلدية الداخلة تحت رئاسة "سيدي صلوح الجماني" من مجهودات جبارة في الميدان و على أرض الواقع, لتحسين ظروف عيش ساكنة المدينة, و تجويد البنية التحتية و المحافظة على المال العام. عمل تنجزه مصالح البلدية بتوجيهات مباشرة من رئيسها, في صمت و بعيدا عن المهاترات الاعلامية البائسة و القصاصات الاخبارية الخرافية و المزايدات السياسوية الضيقة. و على العموم هذا هو حال الناجحين دائما, العمل في صمت و من دون مَنِّ و لا أذى, عكس حلف رئيس الجهة و جوقة تابعيه و أذرعه الاعلامية المطبلاتية, الذين ينطبق عليهم المثل الشهير: "أسمع جعجعات و لكن لا أرى طحينا".

قولا واحدا دورة يوم أمس و كما يجمع على ذلك الكثير من المتتبعين للشأن المحلي, كانت مثمرة للغاية و مرت في أجواء هادئة, خصوصا إذا علمنا بأن "الجماني" استطاع بحنكته و حكمته أن يضم إلى جانبه جل أعضاء المجلس من جميع الاطياف السياسية خدمة لمصالح الساكنة أولا و أخيرا, بإستثناء عضوين أو ثلاثة يتم تحريكهم من وراء ستار عن طريق "الريموت كنترول", من أجل تصفية أحقاد شخصية رخيصة مع "سيدي صلوح الجماني"، أما أحلام "ولد هميش" التي تروج لها بعض الأبواغ الدعائية الموالية لرئيس الجهة, عن طريق إشاعة رفض وزارة الداخلية برمجة العجز التقديري الخاص بميزانية المجلس البلدي, فينطبق عليه المثل الحساني: "اللي ما يبغيك يحلم عنك حلم شين", و إن غدا لناظره لقريب، إنتهى الكلام.