مهزلة|| إلى جانب مجلس الجهة..رؤساء جهات يمنحُون المليارات من المال العام كدٓعم لشركة طيران إماراتية

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

في ما اعتبرته مواقع صحفية مغربية فضيحة مدوية، وقع رؤساء خمسة جهات مغربية، على رأسهم مجلس جهة الداخلة وادي الذهب برئاسة الإستقلالي "الخطاط ينجا"، الى جانب كل من الياس العُماري رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، و محمد حافيظي رئيس جهة سوس ماسة و أحمد اخشيشن رئيس جهة مراكش آسفي و محند العنصر رئيس جهة فاس مكناس، إتفاقيات تخص دعم شركة "العربية للطيران" المملوكة للإمارات العربية المتحدة، والتي يمتلك حصص منها بالمغرب رجال أعمال بينهم الملياردير عثمان بنجلون.

توقيع الرؤساء السالفة أسمائهم لاتفاقيات دعم مالي من المال العام لدافعي الضرائب، لفائدة الشركة الأجنبية سالفة الذكر التي تقوم بتحويل أرباحها باتجاه مقرها بين الشارقة الاماراتية والعاصمة البحرينية، يطرح أكثر من علامة استفهام، في الوقت الذي لا تتوفر فيه هذه الشركة على أي صفة للمنفعة العامة، و لا تمتلك الدولة حصصاً في رأسمالها.

واستغرب متتبعون توقيع هؤلاء المسؤولين لاتفاقيات دعم لهذه الشركة في الوقت الذي كان الأجدر توقيع اتفاقيات الدعم مع شركة وطنية هي "الخطوط الملكية المغربية" لتطوير أسطولها، و تنميتها بوصفها شركة وطنية تمتلك فيها الدولة نسبة 98%.

هذه الشراكات حسبً خبير قانوني، تحدث لأحد تلك المواقع الصحفية، تتنافى مع ما تضمنته ديباجة قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص، الذي اعتبر أن هذا القانون سيساعد على تعزيز بروز مجموعات ذات مرجعية وطنية في هذا المجال وتشجيع نشاط الشركات المغربية الصغرى والمتوسطة من خلال التعاقد.

كما ان المادة 8 من نفس القانون يضيف الخبير القانوني، تجعل من ضمن معايير الاختيار، الأسبقية لفائدة المقاولة الوطنية بالاضافة الى القدرة على إنجاز أهداف حسن الأداء، والقيمة الإجمالية للعرض ومتطلبات التنمية المستدامة والوقع الاجتماعي والبيئي للمشروع، والطابع التقني الابتكاري للعرض.

بالاضافة الى هذا، تؤكد ذات التقارير الصحفية بأنه يسود غموض كبير مضامين الاتفاق والتزاماته المالية وخدماته، رغم أن قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص ينص على تطبيق مبدأ الشفافية والحق في الولوج إلى المعلومة خلال الشراكات التي تعقدها الجهات، بحيث أصبح من الواجب نشر أهم البيانات المتعلقة بعقود الشراكة للرأي العام والاطلاع عليها، وهو ما يرفضه رؤساء الجهات لحد الآن.

الى ذلك رفض الياس العُماري الرد على اتصالات الصحافة لتبرير صرفه لمليارات جهة الشمال، التي تعاني ساكنتها مع البطالة والفقر، وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية باقليم الحسيمة بسبب الهشاشة و انعدام فرص الشغل.

وتحصل شركة "العربية للطيران" التي تسيرها سيدة تدعى "ليلى مشبال" المقربة من "إلياس العماري" كما أكدت المصادر الصحفية المغربية، على مليارات السنتيمات كدعم مالي من المال العام، سنوياً كمقابل عن توفير رحلات داخلية تربط مدناً كالناظور وأكادير و فاس و الداخلة وطنجة، وهو ما لم تحترمه هذه الشركة بسبب عدم توفر الطائرات اللازمة لتأمين هذه الرحلات، بينما لم يقدم رؤساء الجهات السالفة أسمائهم على إتخاذ أي قرار ضد الشركة التي تنصلت من احترام دفتر التحملات في حالات عديدة.

خلاصة القول، ما أثارته بعض المواقع الصحفية المغربية عن عملية إهدار مجلس جهة الداخلة وادي الذهب و مجالس جهات أخرى بالمملكة، أموال ضخمة على دعم شراكات و إتفاقيات مع شركة "العربية للطيران"، يلخصه المثل المغربي الدارج: "جري يا التاعس على سعد الناعس"، فهنيئا لشركة الإمارات للطيران أرزاقنا و أموالنا العمومية، و هنيئا لنا البؤس في مدن الملح و التردي، إنتهى الكلام.