سباق الصحراوية بالداخلة..صحف مغربية تفضح محاباة وزيرة السياحة لصاحبة التظاهرة اللاصحراوية

Photostudio 1550114223364 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات 

إطلعت على خبر صحفي نشره موقع "اشكاين" الذي يسيره الاعلامي المغربي المعروف "التيجيني" تحت عنوان: "صفقة مشبوهة وزبونية تورط لمياء بوطالب في فضيحة جديدة"، تحدث خلال الموقع الصحفي سالف الذكر عما اعتبره فضيحة من العيار الثقيل تفجرت داخل كتابة الدولة المكلفة بالسياحة، التي تديرها لمياء بوطالب، بإسم التجمع الوطني للأحرار، بعدما كشفت مصادر من داخل ذات الكتابة عن محاولة السيدة بوطالب التحايل على القانون من أجل منح دعم مالي مهم لإحدى صديقاتها المالكة لشركة في التواصل.

Photostudio 1550114371553

وما يجعل الأمر فضيحة حسب ذات الموقع، هو أن السيدة كاتبة الدولة، وبمجرد تربعها على كرسي كتابة الدولة، عملت على منح صديقتها صفقة إشهارية ضخمة بخمسمائة ألف درهم، من دون سند قانوني، قبل أن تفطن لذلك إدارة شركة الهندسة السياحية التي تتبع لها بوطالب وتوقف الأمر برفض التأشير على تنفيذه، وتوجه بذلك صفعة قوية لكاتبة الدولة وسياستها المبنية على الزبونية والمحسوبية.

ليلى أوعشي، الصديقة المحظوظة للسيدة بوطالب، هي صاحبة شركة “ol consulting” التي تقدم نفسها كمتخصصة في التواصل السياسي واللوبيينغ والعلاقات العامة، سبق لها أن اشتغلت بالقناة الثانية “دوزيم” كمسؤلة عن البرمجة والإنتاج قبل أن تلتحق كمستشارة بديوان الوزير الأول الأسبق إدريس جطو، وبعده بديوان الوزير الأول الأسبق عباس الفاسي.

السيدة بوطالب تضيف الصحيفة، عندما لم توفق في تحويل الهبة السخية من المال العام لصديقتها المحظوظة، عملت على دعمها بوسائل أخرى، وذلك من خلال الإصرار دائما على الحضور المكثف للأنشطة التي تقيمها شركتها، وعلى نفقة الوزارة طبعا في هذه التحركات والتنقلات، كما تعمل على الاستفادة من منصبها الوزاري للضغط واستقدام مسؤولين معينين وموظفين سامين لأنشطة ليلى أوعشي، كما حدث مؤخرا مع والي جهة الداخلة، الذي اشتكى لمقربين منه من كونه تعرض لضغوطات من طرف كاتبة الدولة في السياحة لحضور إحدى أنشطة “ol consulting” والتقاط صور مع المعنيات بالأمر لأجل الترويج التجاري.

إلى هنا تنتهي القصاصة الإخبارية للموقع الصحفي "اشكاين"، غير أنه لا بأس أن نذكر القراء الأعزاء ببعض الحقائق عن "ليلى أوعشي" صاحبة ما يسمى بسباق "الصحراوية" المنظم منذ عدة سنوات بمدينة الداخلة، بينما المرأة الصحراوية الحقة و تراثنا المحلي الحساني الأصيل، بريئ منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، حيث ان هذه التظاهرة الرياضية التي تدخل في إطار ما بات يعرف ب “الدبلوماسية الناعمة” في قضية الصحراء، لكن يبدو أنها قد فشلت لحد الساعة في تحقيق الأهداف المنشودة من خلالها.

لقد ساهمت تجربة "أوعشي" في  مجال العمل الجمعوي من خلال مؤسسة حسن السنوسي، و فيما بعد من خلال مشروعها “دار الأمان” للأم و الطفولة في صقل مواهبها و تعزيز شبكة علاقاتها و تنويعها، فضلا عن علاقاتها الاثنية مع وزير الداخلية الأسبق "امحند العنصر" و والي الجهة السابق "حميد شبار" و التي ساعدت على تعبيد الطريق لها، لتنظيم العديد من التظاهرات الرياضية تحت يافطة التسويق السياسي للمنطقة و الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة و خاصة بمدينة الداخلة، التي كانت في حاجة لهذا النوع من التظاهرات بعد الأحداث الدامية التي عرفتها النسخة الأخيرة من مهرجان الصحراء و البحر.

مدينة الداخلة ستكون نقطة الانطلاقة الجديدة لسفيرة “دبلوماسية الكيت سورف” من خلال تنظيم جائزة الأمير مولاي الحسن للبطولة الدولية للكيت بورد. كل هذه التظاهرات الرياضية ستكون من حظ منتجع الداخلة أتيتيد الذي أريد له أن يكون نافذة المغرب على العالم الخارجي لتسويق نموذج نجاح برامج التنمية بالمنطقة، كمشروع سياحي نموذجي تمت تزكيته مؤخرا بالقمة العالمية للمناخ من خلال توشيح ليلى أوعشي بجائزة المشروع السياحي الصديق للبيئة من طرف الوزير التجمعي في وقت لاحق عزيز أخنوش.

و يكفي التذكير هنا أن المنتجع المذكور و الذي يعود في ملكيته لكل من عثمان و إدريس السنوسي، هم في حقيقة الأمر أبناء أحد الآباء المؤسسين لحزب التجمع الوطني للأحرار بدر الدين السنوسي السفير السابق للمملكة المغربية بكل من طهران،لندن و واشنطن.

و لكم أن تتصوروا كيف يمكن أن يحقق النجاح بقضية الصحراء من فشل عالم المال و السياسة، فمشاكل مجموعة “لوغلير ماروك” المملوكة لبدر الدين السنوسي و أبنائه عثمان و ادريس مع التصفية القضائية و الديون المتراكمة عليها لفائدة الأبناك ليست بخافية على متتبعي أخبار المال و السياسة بالمغرب.

الشيء الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن كل هذه المبادرات ليست إلا ذر للرماد في العيون، و تسويق للوهم و ضحك على عقول الملايين من المغاربة تحت مبرر التسويق السياسي لقضية الصحراء، و الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، في حين أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد عملية اقتسام لغنائم الريع بالصحراء، بين عائلات مغربية متنفذة و محظية.