سيدي صلوح الجماني..أسطورة من الخير و الإحسان لن تستطيع حجبها دهماوية خصومه السياسيين

Photostudio 1550458591217 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر – كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات

الديماغوجية أو الدهماوية، ذلك الأسلوب الشيطاني الذي يلجأ إليه ثعالب السياسة في مواسم الانتخابات او عند الصراعات السياسية، من أجل إغراء الجماهير العريضة، وتعبئتهم بوعود كاذبة، أو خداعهم بقضايا مختلقة، وإيهامهم بأن ذلك لمصلحة المواطنين، مستخدمين السفسطة وتحفيز المخاوف في نفوس الجماهير، وبرمجتهم ذهنيا بغرس أفكار مزيفة مسبقة للسيطرة عليهم، واستعباد عقولهم من أجل الوصول إلى أهدفهم الدنيئة، ناهيك طبعا عن عمليات موازية تستهدف شراء الذمم و صناعة أذرع دعائية مأجورة تغرق المشهد الإعلامي بقصاصات إخبارية غارقة في أوحال الديماغوجية البغيضة، خدمة لمصالح أوليغارشيات حزبية فئوية فاسدة و متغولة، كما هو الحال في جهة الداخلة وادي الذهب مع خصوم "سيدي صلوح الجماني" السياسيين و الدهماويين.

و الكلام الديماغوجي يكون عادة عاطفي، و يعتمد على جهل سامعيه وسذاجتهم، واللعب على عواطفهم، بالاستناد إلى شتى فنون الكلام وضروبه، واستغلال الأحداث، و كل ذلك بهدف خداع الجماهير وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة، وتشويه الحقائق بالتشويش والتحريض والتضليل، وتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف الحصول على تأييد الرأي العام، استنادا إلى مصداقية مزعومة و نزاهة كاذبة.

لذلك يسعى سياسيو الديماغوجية بأساليبهم الملتوية،إلى الإنقضاض على كراسي السلطة بالسيطرة على الجماهير، من خلال الاطروحات الشعبوية والشعارات العاطفية، مستغلين ما روجوا له عبر بروبكندا موازية، من المخاوف الوهمية التي برمجوا بها عقول الجمهور مسبقا، وعادة ما يكون ذلك عن طريق الخطابات والدعاية الحماسية، مستخدمين بعض المواضيع الشعبوية، مثل الاصلاح والعدالة و مساعدة المعوزين ونحو ذلك، من أجل استثارة عواطف الجماهير وتأييدهم، غير انهم لا يلجأون إلى إسناد افكارهم وادعاءاتهم الى المنطق والبرهان والسند، لأنهم كاذبون و مخادعون لذلك لا يريدون ان يحثوا الجماهير على التفكير، و إستقراء الواقع بطريقة علمية و موضوعية.

و عليه، من يتأمل التحالف السياسي المناوئ لرئيس بلدية الداخلة، و صحافته الموالية و رقيقه الجمعوي البغيض، يجدهم يشكلون نموذجا مبهرا و حيا لأسوء نماذج الديماغوجية، بالتلبيس والتدليس في محاولة إقناع الدّهماء من ساكنة الجهة بأجنداتهم الملتوية و الخبيثة، في أفق صناعة فتنة مجتمعية و سياسوية آثمة، عن طريق تحريض الناس ضد بعضهم البعض تحت شعارات مزيفة، و نحو ذلك من المكر و الخداع على نفس منهاج الخوارج أيام الفتنة الكبرى. فتجدهم يدعون الى الإصلاح و يدعون الفضيلة و الطهرانية بالارجاف والتلفيق، و يعتمدون في ذلك أساسا على تشجيع النزاعات بالتحريش والتشويش والتحريض، ليتم ملئ عقل الجمهور بالاحباط والغل والحقد، حتى يسهل عليهم بعد ذلك تسخيره لخدمة أجنداتهم الغابرة في السطو على كراسي الحكم و السلطة.

Dakhla dyalise 2

و الشاهد في كلامنا، محاولة الأذرع الصحفية الموالية لرئيس الجهة إشغال الرأي العام المحلي عن طريق بروبكندا تافهة تخص أشغال إجتماع رئيس الجهة مع مسؤولي قطاع الصحة على المستوى الجهوي، و ما تمخض عنه من نتائج هزيلة للغاية ينطبق عليها المثل الدارج: "تمخض الجبل فولد فئرا"، حيث جرى خلاله التوقيع على اتفاقية شراكة بين المجلس الجهوي ووزارة الصحة، أشيع بأنها ستكون مفتاح تطوير للعرض الصحي بالجهة، من خلال تفعيل عمل المستوصفات الصحية المتواجدة بالأحياء والتجمعات السكنية، إذ ناهزت قيمة الإتفاقية سالفة الذكر 16.5 مليون درهم، ستتكفل الجهة بتمويلها بملغ 15 مليون درهم مقسمة على ثلاثة سنوات.

نتائج صادمة و كارثية بجميع المقاييس، لا تستجيب للحد الأدنى من مطالب ساكنة الجهة العاجلة و الملحة، المتمثلة في ضرورة تشييد مستشفى جهوي مرموق، بقيمة و إمكانات مجلس "ولد ينجا" المالية الضخمة، و جهة بثراء و ثروات الداخلة وادي الذهب، لنفاجئ بالنقاش التنموي و الحقوقي يهبط إلى الحضيض، و يصبح الحديث عن تفعيل عمل مستوصفات الأحياء إنجازا يستحق كل هذه الجعجعات الفارغة و الرخيصة، و كأننا في أحد قرى شمال المملكة الفقيرة.

لكن يبدو أن تلك الإنجازات الدهماوية, إضافة إلى محاولة إشغال الرأي العام المحلي بقصاصات إخبارية صفراء مفبركة و مدفوعة الأجر عن رئيس بلدية الداخلة قد بائت بالفشل, و تخصيص حوالي 4 مليارات سنتيم من أجل تمويل فصول "زرادي" و المهرجانات و تنشيط حفلات الإستقبال, قد تحول إلى أسطورة شعبية مفجعة, ستظل تلوكها الألسن و تتسامر على وقع حكايتها العار أجيال كثيرة قادمة، و حتما لن تستطيع أية ديماغوجية في العالم أن تغطي عليه.

كما أن سياسيو الديماغوجية المعاديين ل"الجماني"،لن يستطيعوا بتلك الوسائل الخبيثة التغطية على العمل الخيري والاحساني العظيم الذي يقوم به الرجل من ماله الخاص سرا و علانية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمركز تصفية الدم الجهوي، الذي يموله "سيدي صلوح الجماني" منذ احداثه، حتى يظل مستمرا في تقديم خدماته الطبية الجليلة و المكلفة، بصفة مجانية لفئات واسعة من المرضى المعوزين بربوع جهة الداخلة وادي الذهب.

بينما كان مطلوب من المجالس المنتخبة ورجال الاعمال وذوي الأريحية الطيبة، ان ينخرطوا الى جانبه في هذا العمل الخيري العظيم الذي تتوقف عليه حياة المرضى، وتعزيزه بمبادرات انسانية مشابهة، ساكنة الجهة في امس الحاجة إليها، عوض مهاجمته من طرف بعض المحسوبين على المجلس الجهوي من طائفة "النكافات" و صحافة "كاري حنكو" مدفوعة الأجر، مع العلم أن مجلس جهة الداخلة لم يعد يساعد مركز تصفية الدم منذ بداية هذه الولاية، ما يثير جملة من الأسئلة الفاحشة أبرزها: لماذا قام مجلس جهة العيون بشراء الآلات والأدوية لمركزه الجهوي، بينما مجلس جهة الداخلة لا زال يرفض دعم مركز تصفية الدم بالداخلة، بحجج باطلة سبق لنا تفنيدها في احد المقالات المنشورة، و ذلك اعتمادا على رسالة من وزارة الداخلية، أكدت جواز تقديم دعم جزافي للمركز، حتى و ان كان أحد أعضاء الجمعية المسيرة له عضوا بالمجلس المنتخب صاحب الدعم.

إن الذي يجهله الكثيرون، أن "سيدي صلوح الجماني" رجل الخير و المكارم، و سليل خيمة الشرف و العطاء الوارفة، يساهم على الأقل ب3.500.000 درهم من تكلفة سنوية تقدر ب4.563.000,00 درهم مخصصة للتصفية، على إعتبار أن البلدية والمجلس الإقليمي لوادي الذهب يساهمون بحوالي مليون درهم سنويا فقط، حيث تصل تكلفة الحصة عن كل مريض 650 درهم، بينما يحتاج المريض الى 13 حصة في الشهر، اي أن كل مريض يكلف 101.400 درهم في السنة، علما ان المركز يتكفل بأزيد من 45 مريض مجانا، اضافة الى أدوية إضافية يتكفل المركز بتقديمها مجانا للمرضى.

أموال ضخمة وهبها "سيدي صلوح الجماني" على مدار سنوات طويلة اذا حسبناها مجتمعة، تصير 15 مليون درهم التي خصصها المجلس الجهوي في اتفاقية دعم مستوصفات الأحياء، مجرد قطرة صغيرة للغاية في بحر أسطوري لا يعام، من العطاء و الكرم و الإحسان، زاده عظمة و جلالا انه من مال "الجماني" الخاص، و ليس من ميزانية الساكنة العمومية، التي حجبها مجلس الجهة عن دعم مركز تصفية الدم، في سقوط إنساني رهيب، و "فضاحة ما يغسلهم منها ماء لبحر" على لسان بني حسان، إنتهى الكلام.

45748598 2210273939207878 125931357401513984 n 1