خطاب قائد الجيش الجزائري "صالح"..آخر مسمار يدق في نعش المؤامرة الصهيو-فرنكو-أمريكية على المنطقة العربية

Photostudio 1552072172775 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و الأبحاث و تحليل السياسات

يُروى أنَّ ثَلاثَةَ ثيران، أبيض وأسود وأحمر كُنَّ في أَجَمةٍ (غابة)، ومعهن فيها أسد، فكان الأسدُ لا يقدِرُ منهن على شيء لاجتماعهن عليه، فقال الأسد يوما للثورين الأسود والأحمر‏:‏ لا يُدِلُّ علينا في أَجَمتنا إلا الثورُ الأبيضُ فإن لونَهُ مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكُلُه صفَتْ لنا الأَجمة، فقالا‏:‏ دونَكَ فكُلْه، فأَكَلَه، ثم قال للأحمر‏:‏ لوني على لونك، فَدَعْني آكل الأسود لِتصفو لنا الأجَمة، فقال‏:‏ دونَكَ فكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر‏:‏ إني آكِلُكَ لا مَحاَلة، فقال‏:‏ دَعني أُنادي ثلاثا، فقال‏:‏ افعَل، فنادى ألاَ إني أكِلْتُ يوم أكِلَ الثورُ الأبيض.

في إطار المؤامرة الصهيو-فرنكوفونية التي تتعرض لها الجزائر، من خلال الحراك المشبوه الداعي الى رفض "العهدة" الخامسة للرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة"، أصدر قائد الجيش الجزائري الجنرال "قايد صالح" خطابا قويا موجه للخونة داخليا و المتآمرين خارجيا، وضع خلاله النقاط على الحروف و أكد استحالة سقوط دولة الجزائر في فخ التدمير الذاتي، و حبائل الجيل الخامس من الحروب التي سبق أن أطلقها محور الشر الصهيو-فرنكو-أميريكي، خلال ما أطلق عليه كذبا بالربيع العربي، و الذي تسبب في تدمير بلدان عربية بأكملها، و تهجير ملايين البشر. 

حروب قذرة تدار عن بعد، تندرج في إطار ما سمته ذات يوم مستشارة الأمن القومي الأمريكي "كوندوليزا رايس" بالفوضى الخلاقة و نظرية الشرق الأوسط الكبير، المؤسسة على تجزيئ المجزء و تقسيم المقسم، في افق بلقنة دول المنطقة العربية و تقسيمها على أسس عرقية و مذهبية و طائفية و مناطقية، من دون أي تدخل عسكري مادي، بعد ان تدفع الشعوب من خلال مرتزقة و مندسين محليين، و بالاعتماد على شبكات التواصل الحديثة إلى تدمير أنفسها ذاتيا، عن طريق اسقاط الدولة القطرية و مؤسساتها الحامية، و نشر الفوضى و النزاعات و الإرهاب بالمنطقة، و كل ذلك طبعا و من دون أدنى شك خدمة لمصالح إسرائيل، و بقائها سرطان في خاصرة الأمة إلى أجل غير مسمى.

ان الاحداث المتسارعة في الجزائر الشقيقة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن بعض مرتزقة الصهيونية العالمية المحليين و المحور الفرنسي الصهيوني الأوروبي، يريدون أن يسقطوا الدولة الجزائرية خدمة لمشروعهم القذر الذي يستهدف تقسيم بلدان شمال افريقيا و بلقنتها في أفق نهب ما تبقى من ثرواتها الطبيعية، لذلك فالعصا الغليظة هي الحل الوحيد مع هؤلاء الجرذان كما سبق أن وصفهم الرئيس الليبي الشهيد "معمر القذافي".

قولا واحدا، هؤلاء الاوباش المأجورين يريدون أن يحولوا الجزائر إلى ليبيا جديدة، و دويلة فاشلة و مقسمة و منهارة تحكمها العصابات القبلية و العرقية و الميليشيات المسلحة، في افق جلب وصاية الغرب المنافق و لصوص العالم في استعمار جديد و مقنع، فدول اوروبا و المحور الصهيو-فرنكو-أمريكي لا تهمهم نهائيا قضية الديمقراطية، و لا اسطوانة حقوق الإنسان المشروخة، بل ليس من مصلحتهم بتاتا أن تتحول الأنظمة بالمنطقة العربية الى أنظمة ديمقراطية ناشئة و قوية، و كل ما يعنيهم ان تظل الأوضاع مشتعلة و غير مستقرة، حتى يسهل عليهم الإستمرار في ابتزاز الأنظمة السياسية الحاكمة و الإستمرار بذلك في نهب ثروات الشعوب إلى أبد الآبدين.

و أبسط دليل على كلامنا الاحتفاء الذي خصصه الأوروبيين و الرئيس الأمريكي "ترامب" للجنرال العسكري المصري "السيسي"، و استقباله بحفاوة منقطعة النظير في عقر دارهم، رغم أن الجميع يعرف الطريقة التي جاء بها إلى السلطة و كمية الدماء الهائلة التي استباحها من الشعب المصري و معارضيه السياسيين، ناهيك عن مئات آلاف المعتقلين الذين تعج بهم سجون نظامه.

لذلك خطاب قائد الجيش الجزائري "صالح" كان مطمئنا للغاية، و ستنتصر الدولة و الاستقرار على مؤامرة الصهيونية الفرنسية الٱثمة، كما اننا لن ندع الفرصة تفوتنا من اجل ان نقول تبا للاعلام العمومي المغربي الذي ينفخ في الأحداث، و تبا لجماعة المحللين و الاكاديميين المرتزقة المغاربة و الأجلاف العرب، الذين يحاولون بتعليمات من أجهزة استخباراتية فاشلة و جاهلة أن يتشفوا في الجارة الشرقية و يشعلوا الأوضاع، و قد جهلوا أن سقوط الدولة في الجزائر سيحول المنطقة برمتها إلى رماد كما حصل في سوريا و اليمن، عندها سيردد الجميع بصوت واحد مقولة: "لقد اكلت يوم اكل الثور الابيض".

نعم للاستقرار، نعم للأمن و سلطة الدولة، لا للفتن، أن يحكم "بوتفليقة" المريض اهون مليار مرة من مستقبل اسود و قاتم و غير مضمون، على شاكلة ليبيا و سوريا و اليمن و العراق، خصوصا و أن الجزائريين قد سبق لهم أن اكتووا بنار الإرهاب خلال العشرية الدموية السوداء، فاتقوا الله في أوطانكم يا ثوار الغرغوبي و حبوب ترامادول المهلوسة، إنتهى الكلام.