قراءة في مشاورات قضية الصحراء المغربية المنعقدة بجنيف السويسرية

Photostudio 1553190314517 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

بقلم: الأستاذ الخطاط محمد فاضل

كنت قد كتبت في المرة السابقة عن وهم الحدود وتركت لما بين السطور أن هذا المجتمع الصحراوي يعتبر الحدود سجنا كبيرا تحد من حريته التي يعشقها حد ألوله ويتمثلها من خلال سكنه الخيمة المفتوحة، وملكه الأصيل الجمل سفينته ورفيقه في هذه الأفاق المفتوحة.

قد تكون تسمية هذا المجتمع يا أبناء الغيوم لها من الصدقية الكثير وإختيارها يعود بعيدا إلى أعماق إتروبولوجية بعيدة كانت جلية من خلال الإشارة الضمنية إلى أن هذا المجتمع حطم الحدود متنقلا من الجزيرة العربية إلى أن وصل إلى هذا الفضاء الشاسع الموحش فطوعه وإختاره سكنا.

من نافلة القول أن هذا المجتمع كان يحمل رسالة الإسلام، فحارب الوثنية ونشر لغة القرءان وشيد جسور التواصل بين المغرب والمشرق، إلى أن تمكن أعداء الأمة من صناعة الحدود وزرع الشقاق والفتنة، ونصبوا من يأتمرون بأوامرهم ويتكلمون لغته ويدافعون عن مصالحه.

كان لهذا التحكم في مصير الأمة الأثر البالغ، ما الحقة بها من زرع قيم غريبة من إثارة الفتن، والتشويش علي البني الفكرية العميقة.

في الظاهر يروجون لقيم العدالة والحرية والمساوات، قيم تعاقدت عليها المجتمعات الأوروبية بعد الثورة الفرنسية وفي ما يسمونه عصر الأنوار، ورغم بريق هذه القيم الوهاج، فإنها تبقي عدالة للأوروبي ومساواة للأوروبي وحرية للأوروبي، والأخر يبقي في مرحلة الإنتظار حتي يتم تدجينه بالكامل، ولن يكون ذلك إلا بالتحكم بمصيره في شتي المجالات.

إن الإنسان الأوروبي أو الدول الإستعمارية علي الأصح عندما وضعت الحدود صنعت من خلالها بؤر للتوتر تشعلها في الوقت الذي تراه مناسبا، وتتحكم من خلال منظومتها في حلها، ولكي تبقي بعيدة عن الأنظار أسندت المهام القذرة إلى مؤسسة نبعت من فكرة صهيونية، فأنجبت إبنة مشوهة وأسمتها عصبة الأمم، وبعد بلوغها تمت تسميتها الأمم المتحدة وهي في الحقيقة زمرة من الموظفين لا طعم لهم ولا رائحة إلا في ميدان المغالطات والتدليس وخداع الشعوب الضعيفة. فهي منظمة لتشريع الظلم وتدمير الدول وإبادة الشعوب ونهب خيراتها.

ألا يجدر بنا ونحن أبناء الحضارة الإسلامية وفي القرن الواحد والعشرين، وفي عصر الوعي وثورة الإعلام أن نستنتج ولو متأخرين أن حل مشاكلنا لن يكون إلا بسواعدنا وأن ما ننتظره من توحيد جهودنا وحل لمشاكلنا من الغير مجرد وهم، وأن (لجرب ما احك ل ماه فم).