برافو حزب رئيس الجهة..تخريب ممتلكات الساكنة من اجل إنجاح مؤتمر حزبي لا يغني و لا يسمن من جوع

Photostudio 1554829452812 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

في سابقة مشينة و مقززة لم تشهد لها ربوع شبه جزيرة الداخلة المنكوبة مثيلا من قبل، تعرض جزء من أرصفة جنبات شارع محمد فاضل السملالي امام القاعة المغطات للداخلة، التي ستحتضن المهرجان الخطابي للأمين العام لحزب الاستقلال، لعملية تخريب ممنهجة من طرف تنظيمات حزب الاستقلال بالجهة المنهمكة منذ أيام، في التحضير لمؤتمر حزب علال الفاسي المزمع تنظيمه بالداخلة عشية اليوم الثلاثاء، وذلك دون إذن او ترخيص من الجماعة الترابية للداخلة، علما أن الشارع يحتضن شبكات تحت ارضية هامة للغاية، للماء الشروب والهاتف وشبكة الإنارة العمومية.

الأمر الذي يعتبر بحق سابقة بهذه الربوع المستباحة، و إستهتار فاحش و بذيئ بمصالح الساكنة و ممتلكاتها العمومية، من طرف اشخاص وجب عليهم ان يكونوا أشد حرصا عليها ومثالا يقتدى به لباقي المواطنين في احترام المساطير القانونية المعمول بها، و نموذجا حيا للمواطنة والمسؤولية و الانضباط، لكن و كما هي العادة دائما، انتصرت عند رئيس الجهة و حزبه، المصالح السياسية الفئوية و الحزبية الرخيصة، على مصلحة صيانة ممتلكات الساكنة العمومية من الهدم و التدمير، و أصبح في منطق جماعة "ولد ينجا" الحزبية تدمير جزء من حائط المنتزه و رصيف عمومي أنفقت بلدية الداخلة أموالا طائلة من ميزانية الشعب لتجهيزه و إصلاحه.

-أقول- أصبح جائزا هدمه حتى تفرش الطريق أمام سيارات مؤتمر حزب الاستقلال و أنصاره و مريديه تفاديا لزحمة السير، بححة أنهم تقدموا للمجلس البلدي بطلب ترخيص و قوبل بالرفض، و هلما جرا من التبريرات المنكرة التي تنطبق عليها أحجية العرب الحكيمة: "رب عذر أقبح من ذنب"، وتصب مجتمعة في صالح بلدية الداخلة الحريصة على أمانة رعاية و المحافظة على ممتلكات الساكنة العمومية، و لسان حال حائط المنتزه و الغالبية العظمى من ساكنة الداخلة صارخ بالقول: "و انا شنهو ذنبي ليدمر بعضي خدمة لمؤتمر حزبي لا يغني و لا يسمن من جوع..مؤتمر سوف يذهب هباءا كسابقه بمدينة العيون..و لن يذكره أحد".

إن أكثر ما يثير السخط و السخرية في هذه النازلة المقززة، الغطرسة و الجرأة في إعمال شريعة "الذراع" في ممتلكات الساكنة من اجل نجاح مؤتمر حزبي، في الوقت الذي سبق أن احتضنت خلاله مدينة الداخلة مؤتمرات ناجحة لأحزاب قوية و ممثلة داخل الحكومة و ذات قواعد شعبية حقيقية، كان آخرها مؤتمر حزب الأحرار، لكن من دون أن نرى هذه "لقباحة" في إعمال معول الهدم و التدمير في ممتلكات عامة بهدف تعبيد الطريق لمؤتمر خطابي ينظمه حزب سياسي مغمور بالكاد يسير مجلس الجهة بأغلبية هزيلة مشكلة من اعضاء ينتمون لثلاثة أحزاب مختلفة، تعيش على صفيح ساخن من التوترات و الانقسامات المخفية.

في الوقت الذي يجمع فيه معظم المحللين و المتتبعين للشأن السياسي المحلي، بأن كل هذا الإسراف "المفروش" و المريب من طرف حزب الإستقلال بالعيون و الداخلة في الإنفاق المليوني بسخاء مدهش على صناعة "الشو" الإعلامي و البهرجة و استعراض العضلات، دليل قاطع على أن "السخونية" وصلت لرؤسه الكبار بالصحراء، و أن تسونامي حزب "أخنوش" المنتظر و الذي تزامن على مستوى الجهة بفقدان الحزب لزعيمه التاريخي السياسي المخضرم و ماكينة الانتخابات القوية "حرمة الله محمد الأمين"، بات يغض مضاجع مشيخة آل الرشيد و تابعيها الصغار بباقي ربوع الصحراء المنكوبة، لذلك كان هذا التحذلق الفاحش و استعراض القوة الباذخ بمواكب من سيارات "الكاديلاك" الأمريكية الفارهة و باهظة الثمن، بمنطقة تعيش على هامش التنمية و يعيش شبابها الحرمان و البطالة و قلة ذات اليد، قابعين أهلها و ساكنتها على بعد ألاف الكلمترات من الحضارة و الخدمات الصحية و الطرق السيارة و المستشفيات الجامعية و الجامعات المرموقة.

قولا واحدا، غاب "سيدي صلوح الجماني" شافاه الله، لشهر من الزمن بسبب المرض و كانت الحصيلة كارثية، مجنزرات حزبية تدك جزءا من حائط منتزه عمومي و رصيف مجهز، خدمة لمصلحة حزبية ضيقة و في سبيل إنجاح مهرجان خطابي من الكلام المعسول الحماسي، سينتهي مساء اليوم، و ستنساه الساكنة، و ستبدأ بعده مدينة الداخلة بإحصاء خسائرها المادية في جزء من بنيتها التحتية المدمرة فداءا لأحلام الزعيم المشتهاة بالرياسة و السيادة و المشيخة، متناسين بأنه و كما يقول المثل المغربي الدارج: "اللي عندو عندو"، و أن الشعبية الإنتخابية الحقيقية لا تصنعها سيارات "الكاديلاك" الفارهة و لا المهرجانات الفلكلورية الباذخة، و أن الساكنة لم تعد تنطلي عليها هذه النوعية من الديماغوجية الركيكة و الأساليب الغوغائية في ممارسة الشعائر الانتخابوية.

لقد أثلج صدري، كما هو الحال مع عموم ساكنة مدينة الداخلة، خبر نقلته صفحة المجلس البلدي الرسمية على الفيسبوك، يؤكد مباشرت المجلس الإجراءات القانونية لرفع دعوى قضائية ضد من كان سببا في تخريب البنية التحتية بشارع محمد فاضل السملالي، التي بذل المجلس البلدي بقيادة "الجماني" العرق و الدموع، و عبأ الاموال على ندرتها و رغم إمتناع مجلس الجهة عن دعم ميزانيته، من أجل تجهيزها و إصلاحها و تهيئتها خدمة لرعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة، قبل أن تمتد إليها يد الحزبية البائسة بالمحق و الإجتثاث خدمة لأحلام "ول هميش" المستحيلة، التي لن تتحقق خلال المحطة الانتخابية القادمة و لو جاءوا ب"مايكل جاكسون" من قبره عوض "دنيا باطما"، و بنوا خيام "ول الدي" الأسطورية و دك المنتزه الجهوي بأكمله دكا، و جاء "أهل دليكا" مع "أهل لخلا" صفا صفا، فكل ذلك ستمحقه أيادي "الجماني" البيضاء شافاه الله و عافاه، و ستلقف بقايا هشيمه عصا "حرمة الله حدمين" الإنتخابية، و تلك الأيام نداولها بين الناس، إنتهى الكلام.

Fb img 1554829125180Photostudio 1554829075879Fb img 1554829108521Fb img 1554829144681Fb img 1554829140082Fb img 1554829133007