Créer un site internet

لا للإفلات من المحاسبة..لماذا تصمت وزارة "أخنوش" عن إفساد السردين عمدا من طرف لوبي السنتيسي بالداخلة قصد تحويله الى دقيق و زيوت

Photostudio 1554944172091 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

تحصل المركز على وثائق و مستندات خطيرة تؤكد كل الإتهامات التي وجهت في وقت سابق للمستثمر المدعو "السنتيسي" و شركائه، و كيف تورطوا مع هذا الأخير في نهب و إستنزاف الثروة السمكية بجهة الداخلة وادي الذهب, من خلال الباخرة "سينيور" التي تديرها شركة "كولدن بيلاجيك".

الشركة و كما يعلم الجميع يسيرها "السنتيسي" من خلال كوطا مكتراة, أما الباخرة فيشترك فيها هي الأخرى عدة أشخاص آخرين, وضعوا أياديهم في يد "السنتيسي" للإجهاز على آخر سردينة متبقية ببحار الداخلة تحت يافطة صناعة دقيق السمك المدمرة, محولين كوطا مخصصة لصيد السردين و تثمينه, إلى كوطا لإفساد السردين عمدا خلال عمليات الإبحار, حيث تجاوزت قيمة "لكوانو" الذي جلب على متن الباخرة "سينيور" في الوثيقة التي بين أيديكم 86%, و هو ما يمثل كارثة بجميع المقاييس, و سابقة بهذه الجهة المنهوبة.

Sentissi2

و الهدف من وراء ذلك طبعا هو تغذية مصانع دقيق السمك التي يمتلكها "السنتيسي" بمدينة العيون, وذلك في تواطئ مفضوح مع مصالح المراقبة التابعة لإدارة الصيد البحري بالجهة, الذين على ما يبدو قد أعمت عيونهم و ضمائرهم, عن رؤية كل هذه الجرائم الموثقة, "بركات" الاظرفة الصفراء السمينة.

وثائق تكشف خبث و فساد ثلة من المستثمرين الوافدين على المنطقة, الغير معنيين نهائيا بقضية ضياع الثروة السمكية و تدميرها من طرف ماكينات التدمير الشامل التي يمتلكونها, و كل ما يهمهم هي الاموال العرمرم التي تضخ في حساباتهم البنكية المتواجدة خارج الجهة, فربما تصوروا أن جهة الداخلة منطقة "سايبة" توجد خارج سيادة القانون ما يمنحهم شيك على بياض لتدمير الثروة السمكية بلا حسيب أو رقيب, أو ربما لأنهم خبراء في إسكات الأصوات المناهضة بما لا عين رأت و لا خطر على قلب بشر, أو حتى صناعة أذرع إعلامية متخصصة في تشتيت أنظار الساكنة عن إجرامهم في حق الثروة السمكية,

أما الوثيقة الثانية, فتظهر مراسلة عبر الانترنت بين شركة "كولدن بيلاجيك" المالكة للباخرة, و المسؤول عن شركة "السنتيسي" الأم المتواجدة بمدينة أكادير على مقربة من "مارينا" و يدعى "بوجا عبد الله", حيث أرسلت لهذا الاخير نماذج عن عمليات الإبحار سالفة الذكر و بتواريخ مختلفة, و هو ما يؤكد وجود تنسيق مسبق و تواطئ مفضوح بين مجموعة "السنتيسي" و شركائه بالداخلة, بالإضافة إلى تعمد الإستمرار في إفساد السردين و تحويله إلى كوانو لأجل تغذية مصانع دقيق السمك التي يمتلكها السنتيسي بمدينة العيون.

إنها بعض بركات مخطط أليوتيس لتثمين الثروة السمكية بالصحراء, فهكذا يكون التثمين و إلا فلا, و الشاهد في كلامنا هي التقارير التي سبق لنا في المركز نشرها، و ما تضمنته من حقائق و فضائح موثقة بأدلة دامغة و مراسلات عبر الانترنت بين فروع مجموعة السنتيسي بين الداخلة و اكادير, أظهرت أنه و في ظرف أقل من 5 أيام, جلبت باخرة "سينيور" التي تسيرها شركة السنتيسي بالداخلة, حوالي 600 طن من لكوانو, في تواطئ مفضوح و مكشوف مع مندوبية وزارة الصيد البحري بمدينة الداخلة, التي سمحت لهذه الباخرة المشبوهة بإفساد السردين عن سابق إصرار و تعمد, بهدف تغذية مصانع لوبي السنتيسي لدقيق السمك و زيوته المربحة.

و إلا فكيف يعقل أن تستمر هذه الباخرة و خلال عمليات إبحار متوالية في جلب كل هذه الكميات الضخمة من لكوانو, رغم أنها باخرة من نوع rsw مرخص لها لصيد السردين و جلبه طازجا و ذات جودة عالية كما ينص على ذلك دفتر تحملات, و كل ذلك طبعا في إطار بروبكندا مخطط "اليوتيس" الذي أكدنا في وقت سابق بأنه كذبة كبيرة و حق أريد به باطل, و أن لوبيات فاسدة نافذة بجهة الداخلة وادي الذهب و على رأسها شركات السنتيسي و شركائه المحليين, كرست نفسها فوق القانون و المحاسبة, تفسد في الثروة السمكية و تنهبها ليل نهار تحت أعين و حراسة و حماية مصالح وزارة الصيد البحري, بلا رقيب أو حسيب.

ففي عمليات إبحار "السينيور" تحت أرقام 53 و 54 بتواريخ 16/11/2015 و 18/11/2015, تم جلب حوالي 445 طن من لكوانو أو السردين الذي افسد عمدا على ظهر الباخرة, و مع ذلك إستمرت هذه الأخيرة في العمل من دون خوف من العقاب أو المتابعة, لتقوم أيضا و في نفس اليوم الذي هو 18/11/2015 بجلب 52.5 طن من لكوانوو هو ما يناهز حوالي نصف الكمية من مصطاداتها في نفس عملية الإبحار(شاهدوا عملية الإبحار رقم 55), و عليه تكون الباخرة "سينيور" و في نفس اليوم قد جلبت ما مجموعه 272 طن من لكوانو.

الكرة الآن في ملعب الكاتبة العامة لوزارة الصيد البحري "الدريوش" بإعتبارها المسؤولة عن القطاع و عن كل هذه الكوارث المرتكبة في حق الثروة السمكية بالجهة, و عليها أن تثبت للساكنة و الرأي العام المحلي أننا في دولة القانون و المؤسسات, و بأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع و حريصة بالفعل على تطبيق القانون و الضرب بيد من حديد على المخالفين و مجرمي الثروة البحرية مهما كانوا, و أن مخطط "أليوتيس" الذي لا تنفك تتباهى به, هو حقا مخطط لثمين الثروة السمكية و استدامتها, و ليس مخططا لذر الرماد في العيون, وضع للتسويق الداخلي و الخارجي, بينما الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تماما, و أن القطاع بالجهة و كما سبق أن صرح بذلك والي جلالة الملك بالداخلة تحكمه المافيا و الفوضى, و ما يوميات إبحار مدمرة السردين المكناة "سينيور", سوى الشجرة التي تخفي غابة رهيبة من الفساد الأسود و الاجتثاث الممنهج الذي تتعرض له الثروة السمكية بالداخلة, من طرف مستثمرين فاسدين و مفترسين لا يهمهم سوى مراكمة الأرباح و الثروات و الاغتناء الفاحش, على حساب أرزاق المغاربة المنهوبة أمام أعينهم, و تحت حماية الوزارة الوصية على القطاع.

قولا واحدا، جرائم نهب و إستنزاف الثروة السمكية بجهة الداخلة وادي الذهب لا و لن تسقط بالتقادم، و سنظل صامدين في وجه هذه اللوبيات المفترسة، حتى يتم تطبيق القانون و محاسبتهم حسابا عسيرا على ما اقترفت أياديهم الآثمة في ثروات المغاربة و حقوق الأجيال المسروقة، إنتهى الكلام.

Maree 55 2Maree 53 2

Sentissi1

Sentissi2 2