Créer un site internet

قولا واحدا.."الجماني" ربحته الداخلة و بنيتها التحتية و بهم ربح قلوب الساكنة العريضة

Fb img 1546193371733 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

لقد حاولت كثيرا أن أكبح جماح قلمي, و أن ألجم بنات أفكاري عن مقارعة صحف صفراء فاقع لونها, أسبلت بسدولها المدلهمات على المشهد الصحفي بهذه الربوع المالحة. ما يطرح أسئلة فاحشة و عويصة عن ماهية الصرح الاعلامي و الصحفي الذي يحاول البعض التأسيس له بجهة الداخلة وادي الذهب, و عن مدى إلتزام هذه الأطراف بالضوابط المهنية و الاخلاقية لمهنة الصحافة, التي أسس لها العالم المتحضر, منذ ارهاصاتها الاولى أيام الملك البابلي الشهير "حمورابي", عام 2100 ق.م, الذي تنسب إليه أول صحيفة ظهرت في العالم, وهي مجموعة حمورابي للقوانين, مرورا بحجر رشيد عهد بطليموس الخامس, نحو 196 قبل الميلاد, و الذي يعتبر أول صحيفة حجرية نقشها الانسان, و وصولا الى بدايات القرن التاسع عشر الذي عرف البداية الحقيقية للصحافة العربية, حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق.

فالصحافة كما لا يخفى على أحد, مهمة شريفة جسدها الرسل و الأنبياء في رسالاتهم السماوية التي أمروا بتبليغها للناس. إنها رسالة نبيلة و عقل مفكر له هدف وغاية و صوت يخاطب عقول و ضمائر الرأي العام المسؤول و المستنير، وليس مجرد أصل تجاري أو رزمة من الأجندات الغابرة, تتغير وتتبدل بتغير المواقع و الأبواغ و الأهواء، غير أنه للأسف الشديد بعض المواقع الاعلامية الداعمة لرئيس الجهة و تحالفه السياسي, مصرة على ممارسة الدعاية الغوبلزية بحذافيرها, و مستمرة في اغراق الساحة الاعلامية بقصاصات اخبارية مفبركة و كاذبة و مدفوعة الاجر, من أجل تشويه صورة و سمعة رئيس بلدية الداخلة بأي ثمن كان، في إطار حرب خسيسة و ظالمة باتت مفضوحة للساكنة و تافهة الى أبعد الحدود. 

من خلال احتكاكنا في الماضي ببعض أقطاب التحالف السياسي الحالي المسير لمجلس الجهة و المناوئ لرئيس بلدية الداخلة, تأكد لدينا بما لا يدع مجالا للشك, بأنهم يعانون من حالة مرضية مزمنة تسمى "سيدي صلوح الجماني", سببت لهم أعراض من الهلوسة الحادة, جعلتهم يتخيلون الرجل كغول مرعب يقف وراء كل ما يعانيه رئيس الجهة من أزمات تدبيرية خانقة و أحكام قضائية إدارية ضد مسطرة إنتخابه, كما هو الحال بالضبط في أحجية "لعمى اللي حل عينيه على الفار"، لذلك لطالما أوحوا لنا حينها, بتنظيم هجمات اعلامية محكمة على منافسهم السياسي "الجماني", لأنه حسب وجهة نظرهم المتقيحة, أصل كل الشر و البلاء، في الوقت الذي ظلوا يتجاهلون فيه عن خوف, بأن من طعن في شرعية انتخاب رئيس الجهة، هي رئيسة حزب الاصالة و المعاصرة بالجهة و زعيمة المعارضة بالمجلس الجهوي، و هو الاسم الذي بمجرد ذكره, ترتعد فرائصهم, ويصيبهم الذعر والهلع والخرس و البكاء, ولا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس, فلا يجرؤا كبيرهم و لا صغيرهم و لا أذرعهم الاعلامية و لا ذبابهم الإلكتروني العفن, على الاقتراب أو مجرد الهمس.

لكن "الجماني" و كما نصحنا لهم بذلك من قبل, غير مهتم نهائيا بما ينشرونه, و لن يطأطأ لأحد الرأس، فهو ليس من طينة أولئك الذين عهدوا إبتزازهم نتيجة أياديهم "المدسمة" و بطونهم "المخلوضة", و ليس أيضا مافيوزي صنع ثرواته بالتجارة المحرمة العابرة للحدود كحال العقل المدبر لكل الحرب الإعلامية القذرة التي تشن في الكواليس ضد بلدية الداخلة و رئيسها، فبلدية الداخلة و كما هي عادتها دائما, و برغم التشويش و الغوغائية الصادرة عن الأذرع الإعلامية العرمرم الموالية لحلف "ولد ينجا" السياسي, ماضية في تحمل مسؤولياتها الجسيمة, من أجل النهوض بالبنية التحتية للمدينة, و تحسين شروط عيش المواطنين على كافة الأصعدة.

و برغم كثرة العراقيل و المثبطات و ضعف الميزانية مقارنة مع حجم الخصاص المهول الذي ورثه الرجل، زاده سوءا و استفحالا امتناع مجلس الجهة عن دعم ميزانية البلدية من أجل مؤازرتها في مجهوداتها الكبيرة لتطوير البنية التحتية للمدينة، إلا ان "سيدي صلوح الجماني" كان له رأي اخر في الموضوع, و كما عاهد الساكنة بذلك من قبل, لم يهنئ للرجل حال أو يرتاح له بال حتى أستطاع أن يصنع المعجزة و يحول المستحيل الى ممكن, فعبأ الجهد و الأموال و عقد الشراكات مع مجموعة من المتدخلين المحليين و المركزيين، لأجل جعل الداخلة مدينة عصرية بلا أحياء ناقصة التجهيز نهائيا، و هو ما تعكسه صور الميدان حيث يتواجد أعضاء مجلس بلدية الداخلة بين العمال و المزنجرات، يراقبون و يشرفون بأنفسهم على حسن تنفيذ كل المشاريع التنموية الضخمة التي أطلقتها البلدية على مختلف الاصعدة بمختلف أحياء مدينة الداخلة، من تكسية الشوارع و الازقة بأجود أنواع الإسفلت الساخن، و تبليط الأرصفة بأجود أنواع الزليج، مرورا بتطوير و تجديد شبكة الإنارة العمومية، إضافة إلى حملات النظافة التي شملت مختلف النقاط السوداء، و تهيئة الحدائق و الفضاءات العمومية.

أوراش تنموية ضخمة تنضاف الى السجل الحافل بالإنجازات و العطاء, الذي سطرته أيادي "الجماني" البيضاء, في الخارطة التنموية بالمدينة, منذ توليه أمرها و شؤونها. إنجازات تسد عين الشمس, لا ينكرها إلا غوغائي مأجور, أو سايكوباتي حاقد, أو مرتزق متعفن, من جوقة العدميين الذين لا يزالوا يرون خلف المروج الممتدة خواءا مرعبا. إنها بعض من صفحات كتاب منجزات "سيدي صلوح الجماني" بهذه الربوع المالحة, سطرت حروفه بمداد من ذهب، و عطاء مستمر في الزمان و المكان, و مجهودات مخلصة حولت مدينة الداخلة الى جوهرة عمرانية بعد عصور فيودالية مظلمة, كان خلالها العجز سيد الموقف, و الميزانيات تستثمر في تنمية قطعان الإبل و بناء القصور و الفيلل, و إمتطاء صهوات السيارات الفارهة, بينما مدينة الداخلة ترزح بنيتها التحتية تحت نير البؤس و التردي.

ثلاثين حولا من النحس و القحط المستمر من دون "الجماني", لم تتقدم خلالها مدينة الداخلة خطوة واحدة في إتجاه المستقبل, رغم الأموال العرمرم التي خصصتها الدولة المغربية لتنمية هذه الربوع, و اليوم يريدونا أن نمحو كل تلك الحصيلة العدمية من ذاكرتنا, و نصدق وعودهم الزائفة, التي تروجها صحافتهم الموازية, و قد نسوا أو تناسوا بأن "الشطاح عمرو ما ينسى هزت لكتف", و بأنهم مجبولون على "التشرتيت" و "التهنتيت" و "التساطيح و شي ما يطيح", و لهم في ذلك مآرب كثيرة.

قولا واحدا، الداخلة اليوم تتغير, و يحسب ل "سيدي صلوح الجماني" أنه يستطيع على الأقل, أن يقدم أمام الساكنة حصيلة فترة انتدابه رئيسا لجماعة الداخلة, خلافا للأطراف الأخرى, الذين لا زلنا نتحداهم أن يقدموا للساكنة حصيلة سنوات تدبيرهم الكارثي لمجالسنا المنتخبة, أو مداخلات لبرلمانييهم, يترافعون خلالها عن قضية واحدة يتيمة تهم الساكنة، إلا أنه و كما يقول المثل المغربي الدارج: "الزين يحشم على زينو و الخايب إلى هداه الله" انتهى الكلام.