رياء الخطاط تكتب...احاسيس...

Photostudio 1548599624894 960x680 1

بقلم: رياء الخطاط

في مدينة الندى البديعة، الداخلة التي بالاحرى اصبحت خارجة عن الاعراف والقوانين، قوارب الموت تصطاد ارواح شباب في عمر الزهور، هاربون من الذل والخوف وحتى من الجوع احيانا. 

في مدينتي نساء ورجال يقتات اخرون على عرقهم بدريهمات بدون ادنى تأمين على سنوات عمرهم التي تستهلك بجشع ودون ادنى اعتبار لامنهم وسلامتهم واحيانا دون اعتبار لوجودهم في ظروف تفتقر لادنى شروط الصحة والسلامة.

في مدينتي صحة اقرب تشبيه لها هو "الوباء" لنا مستشفى يندى له الجبين، لا احترام فيه للاحياء الذين يتركون على الاسرة ملقيين بسبب قلة الاطر وضعف المواكبة ندرة المعدات. ولا للاموات في ثلاجات تنسى فيها الاجساد على حين عمد.

في مدينتي بنية تحتية مدمرة وغير مؤهلة للسكنى، وصرف صحي متواضع بالنسبة لما يجب ان يكون عليه حال مدينة مصنفة في طليعة انتاج الصيد البحري وربما مجالات اخرى نحن لاندري عنها بعد. 

في مدينتي  رؤية سياسية ضبابية لا تعرف اهدافها ولا تطلعاتها، واقبال على التعبير ضئيل جدا وانتقاد رجعي لاي جديد قد ينغص على النائمين بأجفان الكسل سباتهم الطويل المستمر منذ نصف قرن.   
في مدينتي تعليم متواضع جدا جدا ورغبة هزيلة تكاد تكسر كلما مستها ريح طموح تهب من هذا العالم المتغير والمتقلب بالعلوم والمعارف، وتوجيه شبه منعدم زاد من تيه جيل تتنازعه اهواء الاتكالية والوصولية.

في مدينتي كذلك فساد مؤسساتي ينخر هياكلها ببطئ ويهددها بالسقوط في غياهب مزاجية اصحاب القرار، ويجعلها تتخبط في الهاوية دون امل في الصعود. 

كل هذا زد عليه انه كلما قامت مجموعة راغبة في تغيير الوضع، تحارب وتحاكم ويصبح الجميع فجأة قضاة يطلقون احكامهم دون ادنى اعتبار او نظرة للواقع من حولهم. هذه الحرب الضارية تقتل الامل في قلوب البعض ولكن الاخطر انها تزرع الفتنة والضغينة، فلا نرى الا ان اصحاب القرار هم الاخرون ينضمون الى بقية الركب فينهرون عند سماع الحقيقة. 

ولكن في مدينتي رجال ونساء لا زالو يقفون في وجه الظلم ويتحدثون دون خوف. لا زال هناك شجعان يحملون رسالة التنمية والدفاع عن حقوق المواطن رغم ما يشاع من قمع للرأي من كل النواحي.

ترى متى يقذف لنا البحر برسالة الخلاص تلك ومتى يكتب لنا ان نتوحد على ان الحق حق، وان الباطل باطل.