الصدمة كانت قوية على تحالف "ولد ينجا"..بلدية الداخلة تعقد دورة ناجحة بنكهة النصر بعد عودة "الشيكر" إلى حضن الأغلبية

Photostudio 1556850819468 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

اختتمت مساء يوم أمس الخميس 2 ماي 2019، الجلسة الأولى من دورة مجلس بلدية الداخلة برسم شهر ماي، المنعقدة بالقصر البلدي برئاسة نائب رئيس المجلس السيد "ابراهيم عيا" و باقي أعضاء المجلس، و ذلك في ظل غياب الرئيس "سيدي صلوح الجماني" بسبب فترة النقاهة التي يقضيها بعد عودته من رحلة علاجية في الديار الاسبانية.

جدول أعمال الجلسة الأولى من دورة شهر ماي إشتمل على النقاط الهامة التالية:
1| الدراسة والتصويت على مشروع إتفاقية شراكة لبناء مركز ايواء الأطفال المتخلى عنهم
2| إعادة تخصيص إعتماد بميزانية التجهيز للمساهمة في تمويل بناء مركز ايواء الأطفال المتخلى عنهم.
3| تحويل إعتماد بميزانية التسيير خاص بإستهلاك الماء والإنارة العمومية.
4| الدراسة والتصويت على مشروع مراجعة دفتر التحملات الخاص بنقل الجرحى والمرضى.
5| الدراسة والتصويت على مشروع مراجعة دفتر التحملات الخاص بنقل الموتى.
6| الدراسة والتصويت على مشروع إتفاقية شراكة خاصة بتنفيذ المشاريع المتعلقة بقطاع التجارة الخارجية المندرجة في إطار عقد برنامج تمويل برنامج التنمية المندمجة لجهة الداخلة وادي الذهب.

دورة ماي المنصرمة و كما تابعت ذلك الصحافة المحلية و المراقبين، جرت في أجواء طبعها الهدوء والنقاش المستفيض بين أعضاء المجلس، حيث تمت المصادقة على نقطتين بالإجماع وأربعة نقاط بالاغلبية المطلقة، المدرجة في جدول اعمال الدورة العادية لشهر ماي 2019، للمجلس الجماعي للداخلة.

لكن تظل النقطة المتعلقة ببناء مركز ايواء الأطفال المتخلى عنهم، أبرز المشاريع الاجتماعية و الانسانية التي يحسب لبلدية الداخلة برمجة انجازها بالمدينة خدمة لهذه الفئة الهشة و المحرومة من الساكنة، حيث رصد المجلس حوالي 11 مليون درهم لبناء هذا المركز الاجتماعي و الخيري الهام للغاية.

اللافت أكثر في ما تمخض عن هذه الدورة من أحداث و وقائع، الحدث البارز الذي أثار جنون تحالف "ولد ينجا" و اصاب صحافته الموالية بالسعار و "طير ليهم لفريخ"، و المتمثل في عودة العضو "رضوان الشيكر" إلى الأصل و حضن أغلبية تحالف "الجماني" من خلال تصويته الإيجابي و الحر إلى جانب المشاريع الهامة التي برمجتها البلدية، ما يعكس الوعي السياسي الكبير الذي يتمتع به الرجل و اصطفافه المبدئي إلى جانب مصالح الساكنة، أينما وجدت ولى وجهه شطرها، لذلك لا غرو أن يختار التصويت إلى جانب المصلحة العامة التي جاءت بها المشاريع و البرامج المدرجة في جدول اعمال الدورة، عوض التصويت الميكانيكي الجبري إلى جانب أجندات تحالف "ولد ينجا" خدمة لحروبه الإنتخابية العدمية و البائسة مع غريمهم السياسي "الجماني".

لذلك صبت الأذرع الإعلامية الموالية ل"ولد ينجا" جام غضبها على "رضوان الشيكر" من خلال قصاصات إخبارية مدفوعة الأجر بائسة و مقززة، وجهت للرجل إتهامات جاهزة بالابتزاز و الجري وراء مصالحه المادية و التموقع مع من يدفع أكثر إلى آخره من أحكام القيمة الرخيصة، متناسين بأننا في دولة ديمقراطية و ملكية دستورية، و ليس نظام شمولي جبري يصادر حرية الفاعل السياسي في التموقع الحر وسط خارطة التحالفات السياسية، و التصويت أيضا الحر على البرامج و المشاريع التي يراها تخدم المصلحة العامة للساكنة التي انتخبته.

لكن يبدو أن تحالف "ولد ينجا" و صحافته الداعمة تصوروا بأنهم من خلال الشيك الذي سددوه عن الرجل في ماض الزمان، سيمنحهم الحق في امتلاك رقبة "الشيكر" و محاولة استرقاقه و تملك ارادته عنه و توجيهه وفق منطق "الشا-الرا" كما يفعل مع الحمير، وذلك في افق تحويله إلى أداة مسلوبة الحرية و الارادة خدمة لأجندات خسيسة و أحقاد شخصية ضد بلدية الداخلة و رئيسها، الأمر الذي تنطبق عليه الأحجية الدارجة: "ما يعاود الذيب غير اللي جرا لو"، فذاك هو ديدنهم و منطقهم و ميكانيزمات تدبيرهم للعمل السياسي و لتحالفاتهم الانتخابية الهشة التي ينطبق عليها هي الأخرى المثل الشعبي الدارج: "من الفوق الزواق و من تحت.......". 

غير انه و كما يقول المثل الشعبي الدارج "لخبار يجيبوها التاليين", ها هي صحافة تحالف "ولد ينجا" الموالية، صوت بكائياتها و عويلها يملئ الدنيا, بسبب النكسة التي تعرضوا لها على إثر عودة "الشيكر" إلى حضن بيته السياسي و الإنتخابي, الأمر الذي أفقدهم رشدهم و أدى بهم إلى فضح أنفسهم و نشر غسيلهم الوسخ على الرأي العام المحلي. ما كشف حقيقة تحالف "ولد ينجا" و زيف ما ظل يشاع عن رئيسه من طهرانية، و تأكد معه للجماهير العريضة بأنهم مجرد كائنات إنتخابية تلهث وراء مصلحة الكراسي و الرياسات, و مستعدين أن يستخدموا حتى الأسلحة الخبيثة لأجل حربهم العدمية مع حلف "الجماني" المنتصر, و لو كلفهم الأمر حشر أنفسهم في خصومة ديمقراطية عابرة بين عضو بلدية الداخلة و نائب "الجماني" السيد "رضوان الشيكر"، و أغلبية المجلس.

قولا واحدا، الصورة البئيسة لتحالف "ولد ينجا" السياسي, التي كنا نحدثكم عنها قد إكتملت الآن, و مواكب "الصفاقة" الأندال, و لحاسين الكآبة المرتزقة, الذين إنتفخت أوداجهم من كعكة الدعم المليوني السخي الذي خصصه لهم مجلس الجهة, لم يعد بإمكانهم الإستمرار في مغالطة الرأي العام الجهوي عن حقيقة التحالف السياسي المهزوم الذي يتزعمه رئيس الجهة, و فشله الذريع في أن يضمن ولاء و تموقعات من يتم استقطابهم خلسة بتقنيات خبيثة و شيطانية, في إطار سياسة ممنهجة و وسخة تروم شراء الولاءات و زعزعة التحالفات السياسية على مستوى بلدية الداخلة. كما أن الصورة كانت ستكون أحلى, لو كان تحالف "ولد ينجا" قادر على أن يقنع "الشيكر" بالإستمرار في مهاجمة بلدية الداخلة, بالأفكار و المنطق و الحجج, خصوصا انهم يدعون دائما بأنهم أصاحب قضية عادلة و مظلومين "مسيكينين"، غير أنه و كما يقال "فاقد الشيئ لا يعطيه".

لقد إنتصر "الجماني" و حق له, و إستطاع بحكمته و حنكته و نزاهته, أن يوقع تحالف "ولد ينجا" المناوئ له في شر أعماله, و المطبات التي إنشغلوا عن الساكنة و تحقيق مطالبها العادلة, بحفرها لتحالف "الجماني" المنتصر, بأموال عرمرم قادم الأيام سيكشفها, باتوا يتساقطون فيها يوما تلو الآخر, فأتسع الخرق على الراتق, و سقطتهم الحالية مع "الشيكر" لا نظن بأنها ستقوم لهم بعدها قائمة، فمرحبا بالسيد "رضوان الشيكر" في أحضان بيته السياسي و داخل أغلبيته الإنتخابية، انتهى الكلام.