Créer un site internet

اشتعال اثمنة السمك بالداخلة..الجواب عند عصابة نهب و تهريب الصيد الخطأ من على متن بواخر الروس.. فأين المحاسبة؟؟

Photostudio 1557282047143 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

توصلنا داخل المركز بتقارير موثوقة حول نشاطات مافيا نهب و تبييض الثروات السمكية المتحصل عليها من الصيد الخطأ على متن بواخر الروس المدمرة, الناشطة بجهة الداخلة وادي الذهب, خصوصا تلك التي يتكلف بتموينها مستثمرين من خارج المنطقة.

التقارير سالفة الذكر أكدت بأن صاحب وحدة تبريد بالداخلة معروف بنشاطاته القذرة في مجال تهريب الاخطبوط بأفتاس "تشيكا", قد دأب منذ مدة طويلة على نهب كميات الصيد الخطأ Fausse Pêche الذي تحصده هذه المدمرات للثروة السمكية ضد القانون و بنسب مهولة, و ذلك عن طريق سماسرته المنتشرين بجميع أفتاسات الداخلة، حيث يستغلون إشتغالهم مع بعض الممونين, و بعد أن تتجاوز مصطادات الصيد الخطأ على متن بواخر الروس مئات الأطنان من جميع انواع السمك الحر و الكلمار و الرخويات, يقومان بإرسال أسطول كبير من قوارب الصيد التقليدي, مملوكة لشريكهم إلى بواخر الروس في عرض البحر و بعيدا عن أعين المراقبة, و يشحنون منتوج الصيد الخطأ الوفير, إلى وحدته الصناعية و المكازات السرية التي يكتريها بأحياء السلام و الرحمة و الوكالة و النهضة, حيث يعالج هناك خلسة إلى جانب منتوج الأخطبوط المتحصل عليه من السوق السوداء, و يتم تهريب كل هذه الثروة السمكية المسروقة, صوب اكادير بأوراق السردين الرخيصة و المزورة, ليتكلف بعد ذلك شريكه هناك بإستقبال المنتوج بمدينة أكادير و بعدها تصديره إلى أوروبا, و كل هذا يحصل في ظل تواطئ مفضوح من طرف بعض الموظفين الفاسدين داخل أجهزة المراقبة و مندوبية الصيد و سلطات الدولة, و ذلك بعد أن اشترى ملك التهريب سالف الذكر صمتهم بأموال عرمرم من تجارة التهريب الممنوعة.

التقارير أكدت أيضا, بأن هذا المنتوج الضخم من الصيد الخطأ الذي يتم حصده طول العام بشكل إجرامي, على متن سفن الروس, يفرضه سماسرة المستثمر المهرب سالف الذكر كإتاوات إجبارية على البحارة الذين يتم جلبهم من مدن أكادير و الصويرة و أسفي,  و هو ما يسمونه ب"الفقيرة", حيث يشترونه مقابل أثمنة زهيدة للغاية أو مقابل المخدرات و السجائر, و لا يستطيع البحارة المغلوب على امرهم النطق ببنت شفا واحدة, و من فكر في مجرد الاحتجاج يتم طرده على الفور من عمله, و يمنع عليه نهائيا الإبحار على متن بواخر الروس مرة أخرى.

لكن يبقى الأخطر من كل ما سلف ذكره, هو أن يستغل سماسرة ملك تهريب الأخطبوط إشتغالهم مع بعض مموني سفن الاتحاد الروسي الناشطة بالجهة، ليقوموا بشحن الصيد الخطأ المتحصل عليه على متن بواخر الروس بشكل مهول, و نقله بطريقة مافيوزية في عرض البحر من طرف أسطول قوارب الصيد التقليدية المملوكة للمهرب الكبير زعيم المافيا, ليعالج في وحدته المشبوهة و المكازات السرية التي يمتلكها وسط احياء الداخلة، و يهرب إلى اكادير بأوراق السردين المزورة, ثم يصدر إلى الخارج.

قولا واحدا، في إنتظار تدخل سلطات الدولة الغائبة لإنفاذ القانون ضد هذه اللوبيات الفاسدة, و إيقاف نزيف الثروة السمكية و وضع حد لتجارة التهريب التي يمتهنها ملك التهريب و سماسرته, و تجري كل أطوارها أمام أعين وزارة الصيد و أجهزة الدولة الرقابية و السلطات المحلية، ستظل أثمنة السمك الملتهبة تحلق به بعيدا عن افواه ساكنة الجهة، كما هو حاصل اليوم في شهر رمضان بمدينة الداخلة، الأمر الذي تسبب في موجة عارمة من الغضب بين صفوف الساكنة، خصوصا وأن المدينة تتوفر على واجهة بحرية غنية بالثروات السمكية على طول أكثر من سبعمائة كيلومتر، اشبعت بطون ملايين البشر في المغرب و على امتداد خارطة الكرة الأرضية، لكنها عجزت للأسف الشديد أن تمنح وصالها لموائد فئات عريضة من ساكنة الداخلة المحرومة، بعد ان تكالبت عليها لوبيات مافيوزية جشعة و مفترسة من شذاذ الآفاق، و تناهشتها فيما بينها تناهش الضباع للجيف في اعماق البرية، بينما شرخ "اخنوش" مسامعنا بأسطوانته المشروخة "أغراس-أغراس" التي ما فتئ يرددها خلال مهرجانات حزبه السياسي، و تحولت وزارته التي ظل يديرها لحوالي عقد من الزمن إلى شاهد زور فيما يحدث من اجتثاث ممنهج لثروات المغاربة بالصحراء، إلى درجة أصبح معها ثمن كيلوغرام من "كوربينا الخامرا" يباع في جرف الداخلة الملعون ب120 درهم. و هو ما يحيلنا على خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي تساءل خلاله: "أين هي هذه الثروة؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط؟"، انتهى كلام جلالة الملك، و انتهى معه الكلام.

ملاحظة: اسماء المستثمر المهرب و الاشخاص السماسرة المتورطين معه و المستثمر الممون لبواخر الروس سنقدم بهم إخبارية للاجهزة الامنية و المخابراتية من خلال تقرير مدقق.