شكرا سيدي عامل صاحب الجلالة "الجواهري"...مهنية عالية زانتها إنسانية أكثر علوا و بهاءا

Photostudio 1558245535974 960x680 1

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

قال رسول صلى الله و عليه و سلم: "أفضل الناس أنفعهم للناس"، و قيل أيضا في الأثر بأن الله قد امهل فرعون مصر و لم ينزل عليه عقابه السريع بعد إدعاءه الربوبية، بسبب سهولة إذنه و بذل بره، و إنها لعمري صفات نبيلة اجتمعت في عامل صاحب الجلالة على إقليم أوسرد "عبد الرحمان الجواهري".

كلام ليس ملقى على عواهنه و ليس كذلك مجرد تملق مجاني للسيد "الجواهري" كما قد يتصور البعض من أصحاب النفوس الحاقدة و المريضة، و لكنه حديث مؤسس على نوازل موثقة لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها، أثبتت كم من مرة بأن كل ما سطرته أقلامنا من مقالات ذرر تترى في عامل إقليم أوسرد "الجواهري" ستظل مجرد محاولات خجولة و عاجزة تماما عن ان تنصف الرجل أو تضعه مكانه الحقيقي الذي يليق به، و لكنها ستظل رغم ذلك محاولات مشرفة، كان لنا الشرف و السبق و التفرد في وضع لبناتها الأولى على مستوى الجهة، و ذلك تيمننا من بالحديث النبوي الشريف:"من لا يشكر الناس لا يشكر الله".

و عودة على بدأ، توصلنا قبل أيام قليلة بتظلم و شكاية من عائلة صحراوية من ساكنة إحدى جماعات إقليم اوسرد القروية، نحتفظ على ذكر اسمها، موجهة ضد قائد قيادة الجماعة التي ينتمون إليها "نحتفظ أيضا على ذكر اسمها"، بسبب ما أعتبروه اقصاء غير مبرر تعرضت له الأسرة من الدعم الذي قدمته قبل أيام موسسة محمد الخامس للتضامن بمناسبة شهر رمضان الكريم، لفئات واسعة من الساكنة بالجماعة و بالخصوص المعوزيين و الطبقات الاجتماعية التي توجد في وضعية هشاشة. 

الأسرة أكدت في شكايتها بأنه تنطبق عليهم جميع معايير الإستفادة، و يمتلكون الحق في خمسة صناديق للعائلة بأكملها، مشيرا إلى أنه قد جرى اقصائهم العام الماضي و صبروا و لم يحركوا ساكنا ضد قيادة الجماعة، و لكن هذه السنة عندما إلتحقوا بمقر القيادة من أجل الحصول على نصيبهم من المساعدات التي تقدمها مؤسسة محمد الخامس للأسر المعوزة بالجماعة و التي جرى تدشينها من طرف عامل اوسرد و والي الجهة في إحتفالية رسمية، كان رد الإدارة حسب ما جاء في شكاية العائلة المذكورة بأنه "قد فأت الاوان عليه".

إلا اننا كنا متيقنين بأن السيد عامل اوسرد ليس على إطلاع بما حصل مع الاسرة سالفة الذكر، قناعة راسخة منا بشرف الرجل و بما هو مشهود له من نزاهة و دفاع مستميت عن حقوق الساكنة المستضعفة و المعوزة، أثبته في عدة مواقف إنسانية نبيلة، و بالفعل لم تخب توقعاتنا و لم تخطأ فراستنا في شخص "الجواهري"، و تفاجأنا مثلما تفاجات الاسرة الصحراوية المعوزة التي احد افرادها يوجد في وضعية اعاقة جسدية، بسرعة تفاعل عامل أوسرد مع النازلة فور اطلاعه عليها، و إنصافه الجميل للعائلة المهمشة من الحيف الذي تعرضت له من طرف قيادة الجماعة التابعة لها، جراء إقصاءها المقيت من الإستفادة من برنامج وطني إجتماعي و إنساني يستهدف كافة الفئات الهشة و المحرومة على قدم المساواة، كما ظل يؤكد على ذلك السيد العامل خلال جميع اجتماعاته مع القياد و رؤساء الدوائر و رؤساء الاقسام و المصالح المختصة على مستوى العمالة و كافة جماعات الإقليم. إنه نموذج مشرق للنهج "الجواهري" الرشيد الذي يتم به التعامل مع قضايا المواطنين داخل أروقة عمالة اوسرد, ينم عن وجود سلوكات مسؤولة تزداد رسوخا ومتانة بين جميع هياكل ورؤساء المصالح، تعكسها المعاملة الجيدة و التفاعل الإيجابي و اللباقة المهنية لدى جميع ممن أوكل إليهم مسؤولية التنسيق والإشراف على ربط جسر التواصل مع السيد عامل صاحب الجلالة والسكان وقضاياهم.

Ousserd1 1

إن هذه النازلة الجديدة التي تنضاف الى سجل "الجواهري" الانساني النبيل، مجرد غيض من فيض حافل بالمواقف الحازمة دفاعا عن حقوق رعايا صاحب الجلالة و انصافا للمستضعفين و المهمشين و الفئات الاجتماعية المعوزة بتراب اقليم اوسرد، ف"الجواهري" و منذ تعيينه عاملاً على الإقليم في 21 يناير 2014، حرص على تنزيل الثوابت التي يؤمن بها، حيث توالت الزيارات لمجموع الجماعات الترابية التابعة للإقليم، ووقف على المشاكل والاكراهات التي تقف حجرة عثرة في وجه إقلاع تنموي حقيقي بهذه الجماعات، وتواصل أيضاً مع جمعيات المجتمع المدني و مع الساكنة، في إطار تنزيل مضامين دستور 2011، والقوانين المنظمة للجماعات وللجهات, والتي تهم بالخصوص المقاربات التشاركية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجعل الادارة العمومية في خدمة المواطنين، كما أنه نجح فى أن يجعل من إقليم أوسرد قطباً اقتصادياً وسياحيا بامتياز لما يزخر به الإقليم من مؤهلات كبيرة، ويحول مدينة لمهيريز، عاصمة الإقليم إلى مدينة متحضرة. 

لقد ظلت دوما أهم ثوابت السيد الجواهري، عامل أوسرد، تنزيل وتفعيل المفھوم الجدید للسلطة، الذي یقتضي رعایة مصالح المواطنين، وتبني الحكامة الجیدة في تدبير الشأن المحلی، واعتماد سیاسة القرب والديمقراطية التشاركية لمعالجة مشاكل الساكنة میدانیاً. فمنذ تعيينه عاملاً على الإقليم من طرف جلالة الملك، حرص السيد الجواهري على تفعيل هذه الثوابت، لأنه يعلم أنها الوصفة السحرية الحقيقية لتحقيق التنمية البشرية الشاملة، مؤكدا دائما على أن الإدارة الترابیة مطالبة بأن تكون فعالة و واقعية في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تطوير وتخليق الحیاة العامة، وتحسين جودة الخدمات الإدارية، والانفتاح على المجتمع المدني عبر إشراك الموطنين والجمعيات في تدبير الشأن العام، بالإضافة إلى العمل على تحسين العلاقات والانسجام مع المجالس المنتخبة والمصالح الخارجیة، وفعالیات المجتمع المدني، بھدف توفير شروط التنمية المحلیة بكافة تراب الإقليم.

صحيح أن السيد الجواهري كانت تنتظره ملفات صعبة بالإقليم، لكن المتتبعين اعتبروا تعيينه عاملا على إقليم أوسرد و تجديد الثقة الملكية فيه, خطوة في الإتجاه الصحيح من شأنها تنمية هذا الإقليم الفتي، ووضع حد للإكراهات التي يمكنها أن تعرقل مسلسل التنمية به، حيث ركز السيد الجواهري بالأساس على جلب مجموعة من الاستثمارات الهامة و على رأسها ميناء لمهيريز العملاق, الذي سيمكن من تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الشغل لشباب الإقليم و خلق نهضة تنموية واعدة.

و بالفعل لقد بدأت ساكنة إقليم أوسرد تعيش واقعا جديدا خطط له العامل الجديد السيد "الجواهري" بواقعية ملموسة, و حزمة كييرة من المشاريع الإصلاحية، بدءا بالتركيز على استئصال العشوائية في التسيير, و مرورا بالإصلاح الاقتصادي, و وصولا إلى بناء هياكل مجتمع قوامه التنمية و الثقة في الذات. فخلال الفترة التي تولى فيها مسؤولية عمالة الإقليم, كان همه وشغله الشاغل هو المواطن حيث أولاه ما يستحقه من اهتمام، ولسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله ثمرة ما يشهده الإقليم حاليا من تغيير جذري ومن اهتمام اكبر ورعاية أوفر من لدن السيد العامل نفسه, في أفق تهيئ مزيدا من الفرص للمواطن بأوسرد الذي يسعى إلى تعزيز مكتسباته وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة بهذا الإقليم الفتي.

1465574517

قولا واحدا، عمالة اقليم أوسرد التي تنخرط بكل قوة في مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية المستدامة، تعيش أزهى مراحلها التنموية على إيقاع تفعيل عدد هام من الإصلاحات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي, خصوصا تلك التي لها ارتباط عميق وحيوي بحياة الساكنة بهذا الإقليم الفتي, وذلك بفضل السياسة الحكيمة المتبعة من طرف عامل صاحب الجلالة على إقليم أوسرد السيد "عبد الرحمان الجواهري" باعتباره الطرف الرئيسي الذي ساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة التنمية بهذا الإقليم إلى الأمام, تماشيا مع السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.

فالسيد الجواهري سيد المواقف الصعبة ورجل الميدان ومطبق سياسة القرب من القضايا التي تهم كيان المجتمع المحلي والإقليمي، وقف صامدا مثابرا مناورا مع المناورين, لأن الرجل مسكون بهواجس المسؤولية وحملها الثقيل، يعرف كيف يساير التيار الاجتماعي الجارف بهذا الإقليم، إلى أن تمكن من وضع الأصبع على مكمن الداء، و استطاع بفضل ذلك أن يسترجع جزء كبير من جاذبية إقليم أوسرد المكتنزة، وأن يربح مزيدا من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية, حيث بزغت إرادة كبيرة وحقيقية بدأت تؤثر إيجابا على مسلسل التنمية المحلية، و على حسن التدبير الشامل, وتحسين جودة المرافق العامة للمدينة، والدفاع عن مصالح المواطنين. 

لقد كانت فترة تربع الجواهري على رأس إقليم أوسرد، حافلة بالانجازات الكبيرة و تنزيل المشاريع التنموية المهيكلة، فالرجل بالإضافة إلى جديته في العمل الميداني و الإداري، يمتاز بخصال طيبة، وبعلاقات جيدة مع الجميع ومن بينهم الاعلام المحلي والجهوي والوطني، دائم التنقلات بين جماعات الإقليم، حيث يسهر بنفسه على تتبع ومراقبة تقدم الأشغال بجل المشاريع التنموية لضمان تحسین جودتها، واحترام المقاولات لدفتر التحملات وللآجال المحددة لانطلاقة الأشغال ونهايتها.

زبدة القول، لقد أثبت "عبد الرحمان الجواهري" خلال مساره المهني المتميز أنه رجل المرحلة بإمتياز، وأنه كان و سيظل الرجل المناسب في المكان المناسب، بل و يستحق مناصب سامية أكبر، لأنه من طينة رجال السلطة الأفداد وخدام هذا البلد الأوفياء، الذي زانت مهنيته العالية، إنسانية أكثر علوا و بهاءا، فمتمنياتنا له بكامل التوفيق في مهامه و مسؤولياته الجسيمة. 
شكرا سيدي عامل صاحب الجلالة.

1447113672dsc 509