Créer un site internet

الفرق الفاحش بين "الجماني" و خصومه الفاشلين..دعم مجلس الجهة معرض الفرس بمدينة الجديدة نموذجا

Photostudio 1561574652027 960x680
بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

في إطار سياسية تدبيرية كارثية و فاشلة, و إستمرارا لنهج مجلس "ولد ينجا" في إهدار ميزانية الجهة و أموال الساكنة العمومية, على فصول مالية "ملتهبة" منفوخ فيها بشكل مفضوح, و مشاريع "كور و عطي لعور" ليس لها أي وقع أو أثر إيجابي مباشر على عيش الساكنة المقهورة. 

ها هو مجلس الجهة دام "ظله الوارف" الذي يشارك في تسييره رفاق "العراك" و حزب الباجدة, يبرمج إعادة التصويت على إتفاقية شراكة مع جمعية معرض الفرس بمدينة الجديدة خلال اشغال دورته العادية المزمع تنظيمها بداية الشهر القادم، حيث خصص في وقت سابق لما يسمى بمعرض الفرس المنظم بمدينة الجديدة في أقصى شمال المملكة, 40 مليون سنتيم عدا و نقدا من دمائنا و أرزاقنا, في الوقت الذي لا زال فيه ثلة من شباب الجهة المحروم يعتصمون بشكل متكرر بالشريط العازل جنوب معبر "الكركرات" من أجل لقمة عيش كريمة إستعصت عليهم بهذه الربوع المالحة, و البعض الآخر منهم إختار ركوب قوارب الموت هروبا من جحيم البؤس و البطالة و قلة ذات اليد،  بعد أن وجدوا انفسهم فقراء فوق تراب جهة تعج بالثروات و الميزانيات تساعية الاصفار كميزانية مجلس الجهة المهدورة.

بينما يطربنا مجلس الجهة و أبواغه الدعائية و اذرعه الإعلامية بالتطبيل لهذه الشراكة مع جمعية الفرس بالجديدة، و بالدعم المالي السخي الذي يقدمه لها المجلس, مدعين حسب وجهة نظرهم المتقيحة بأن هذه الاتفاقية ستمكن من "ان يضع التراث الصحراوي موطئ قدم ضمن كبريات الفعاليات الرياضية والفلكلورية والثقافية التي تؤثت التنوع الثقافي المغربي", فبالله عليكم أية سقوط هذا و إنحدار و "أطريح الدرجا", و ما علاقة التراث الصحراوي الأصيل بظاهرة التبوريدة سالفة الذكر؟ و متى كان الصحراويين الأشاوس ينظمون مهرجانات مماثلة و "يتبوردو" على ظهور ذكور الجياد تحت وقع أهاجيج "العيطة" و "الشيخات" و هلما جرا؟ و ما علاقة الساكنة الأصلية بهكذا جمعيات دخيلة على المجتع المحلي؟ أم أنه يا ترى قد إختلط الأمر على "ولد ينجا" و رفاقه من مزدوجي الإنتماء و الجنسيات و الهويات, و باتوا معنيين بإنعاش تراث أقاليم شمال المملكة على حساب أموالنا المستباحة و تراثنا الصحراوي الحساني المهدور؟

22309019 503411000036742 8475317135554465962 n 3

إنها صورة أخرى بائسة و قاتمة السواد, لم تستطع أقلامنا أن تغض عنها الطرف, خصوصا في ظل إحتقان إجتماعي غير مسبوق تعيش تحت ظله الجهة برمتها, سطرته و لا تزال وقفات إحتجاجية متعددة و عفوية بالداخلة و ب"الكركرات" جنوبا, نفذتها فئات عريضة من الجماهير المسحوقة, التي لا تزال تتابع عن كثب فتوحات "ولد ينجا" التنموية, و مشروعه الجهوي "العظيم", لكن حصريا على شاشات صحافته الموازية و في بلاغات رقيقه الجمعوي و على منصات هيئات الأمم المتحدة, كحال مرافعات بعض أعضاء تحالفه الفاشل، صوروا خلالها الجهة كأنها "سويسرا", و مدعين بأن الشباب يدير المشاريع بالصحراء, و بأن معدلات الفقر معدومة، و أن التنمية حقيقة واضحة لا غبار عليها, طبعا كوضوح تنامي ظاهرة "حريك" الشباب بالجهة و نزوح عشرات الشباب المفقر و المحروم بين الفينة و الاخرى صوب شريط "الكركرات" جنوبا, و إعتصامات النسوة الصحراويات ب"لمهيريز" و بعدها معبر الكركرات الحدودي, طلبا لحق السكن و الحياة الكريمة.

إن الذي يثير السخط و الغضب في هذه النوازل الكارثية، هو الصمت الفضائحي الذي تواجهه بها قيادة حزب البيجيدي بالجهة، ما يطرح السؤال الفاحش التالي: اذا كانوا فعلا قلوبهم على الساكنة و مصالحها، لماذا لا يمتلكون جرأة مماثلة كتلك "قسوحية الوجه" التي يحاربون بها "الجماني", و ينظمون مؤتمرات صحفية مماثلة يطالبون خلالها حليفهم رئيس الجهة أن يحول مبلغ مالي تجاوز 4 مليارات سنتيم خصصه لتمويل فصول "الزرود" والحفلات و شراء التحف و الهدايا و المواد المطهرة و دعم مهرجانات "التبوريدا" بمدن "الداخيل", إلى مصلحة دعم و مؤازرة مجهودات بلدية الداخلة في مجال تطوير البنية التحتية بمدينة الداخلة؟؟؟

أكررها مرة أخرى, نحن لا ندافع عن "الجماني", فالرجل تدافع عنه الإنجازات التي حققها بهذا الجرف البحري في ظرف تسعة سنوات, و التي عجز عن تحقيقها خصومه و حلفائهم، على مدار سنوات طويلة من الميزانيات و الاموال الضخمة المهدورة, حيث ورث الرجل مدينة الداخلة بشارع مهيئ وحيد و بعض الأزقة وسط المدينة من زمن الحقبة الإستعمارية الإسبانية, و إلى جانبها ورث أكثر من 18 حي و تجزئة مستحدثة بلا بنية تحتية من أي نوع يذكر, بعضها يعود لبداية الثمانينيات.

22281724 503410863370089 5463615936374428556 n 3

و مع ذلك ركب الرجل التحدي و ناطح المستحيل و نجح بشكل مبهر في تحقيق طفرة كبيرة على مستوى البنية التحتية للمدينة, إذا ما تمت مقارنتها بالميزانيات المحدودة المخصصة للمجلس البلدي وحجم الخصاص الهائل الذي وجده أمامه و فترة تسع سنوات, لكان أقل ما يستحقه الرجل, هو أن نرفع له القبعة عاليا, شكرا و عرفانا, رغم أنه ما فتئ يكرر في جميع خطاباته بأن الخصاص لا يزال قائما و أن البنية التحتية بالمدينة لا زالت في حاجة إلى مزيد من التحسينات و التجويد, وأنه ملتزم ببذل كل مجهوداته المخلصة من أجل الإستمرار في تطوير البنية التحتية للمدينة و تحسين حياة الساكنة.

لذلك نكررها للمرة المليون، "كونوا تحشمو" ولا تحولوا "الجماني" الى كبش فداء لسنوات سوداء من "التهنتيت" و هدر ميزانيات الساكنة, تحول خلالها "السراح" إلى طبقة مخملية مرفهة, و "الدراوش" إلى ملاك للقصور و الفيلات الفخمة و الشقق الفاخرة بإسبانيا و مدن شمال المملكة, و باتت قطعان إبلهم العرمرم تنخر عباب الصحراء, فنحن أبناء مدينة الداخلة بالتسلسل, لم نفد عليها من نواذيبو أو الطنطان أو غيرها من الأصقاع, و نعرفهم جيدا معشر الوصوليين و الإنتهازيين و مصاصي دماء و أرزاق الساكنة.

قولا واحدا, إستمرار دعم مجلس "ولد ينجا" مهرجان "التبوريدا" المنظم بمدينة الجديدة من خميرة أرزاقنا العمومية المهدورة, في ظل خارطة البؤس و الحرمان و البطالة التي تنهش وصال فئات عريضة من ساكنة الجهة ينطبق عليها المثل الشعبي الدارج: "شاط الخير على زعير حتا فرقوه بالبندير"، إنتهى الكلام.

Photostudio 1561574454545