بورتريه خاص عن الشاب "محمد مشنان"...رحلة نجاح ولدت من رحم العصامية

الداخلة بوست

في إطار سياسة الانفتاح على الطاقات و الكفاءات المحلية الشابة, و سعيا من الجريدة للتعريف بالشباب الصحراوي, الذين بصموا على التميز و التألق في عديد المجالات, تقدم لكم جريدة الداخلة بوست بورتريه عن شاب طموح من أبناء مدينة الداخلة, بصم على مسيرة مهنية ناجحة, و استطاع ان يحقق ذاته و أحلامه و تقديم جهته بشكل مشرف و يبعث على الفخر.

إنه الشاب "محمد مشنان", إبن هذه الربوع المالحة, لم يستسلم لشبح البطالة بعد أن أنهى دراساته الجامعية العليا, التي لم تسعفه شواهدها في تحقيق أحلامه التي رسمها ذات يوم, لكنه بالمقابل لم يبقى مكتوف الأيدي في إنتظار الوظيفة العمومية, و اختار ركوب التحدي و الاشتغال بالقطاع الخاص, بمجموعة "كولدن كولف" المملوكة لرجل الأعمال و المستثمر المعروف "المحبوب سعيد", الناشطة في مجال تثمين منتوجات الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب. طريق طويلة و سبيل شائك, لم يكن مفروشا بالورود كما يتصور البعض, سلكه الشاب "مشنان" بكل صبر و تأني و مثابرة, في رحلة الألف ميل بحثا عن النجاح و التميز, فكان له ما أراد, و عمل من أجله في نهاية المطاف.

شاب كافح, و ناضل, و لم يستسلم للعراقيل و المطبات, فحقق المراد و الغاية و الهدف. إنه نموذج مبهر, لشاب لم يقبل بالواقع المرير, و أختار الاندماج بكل قوة و ثقة في النسيج الإقتصادي للجهة, بما يضمن له عيشا كريما,  و حياة عزيزة, من دون انتظار شفقة مسؤول أو حظ في التوظيف, قد يأتي أو لا يأتي.

محمد مشنان, إذن واحد من الشباب المغاربة, من أبناء الصحراء و فلذات أكبادها, الذين آمنوا بمؤهلاتهم و قدراتهم, و ملكاتهم الفكرية و المهنية,  فقرروا خوض التحدي داخل شركات القطاع الخاص, التي لا يؤمن أصحابها سوى بالكفاءة و العمل الدؤوب و المردودية الملموسة, فأستطاعوا أن يتموقعوا في أعلى السلالم الوظيفية, و أن ينالوا أسمى مناصب المسؤولية, و أن يحظوا بثقة مالك المجموعة الإقتصادية, من خلال العطاء في الميدان, و العمل الجاد و المخلص.

شباب انطلقوا من الصفر, و شمروا عن سواعدهم, و اعتمدوا على الله و على جهدهم و عرق جبينهم, فاستطاعوا كسر كل الحواجز النفسية, المتحجرة في العقلية الجمعية لكثير من أبناء المنطقة, و استحقوا أن تسلط عليهم أضواء الصحافة و الإعلام, كنموذج حي, لكيفية تحويل المستحيل و الحرمان, إلى نجاحات تترى.

محمد مشنان, شاب طموح, آمن بفكرة أن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة, و بأن التغيير ينبع من الداخل, و أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة, و أن النجاح يبدأ بفكرة, و لا يزهر إلا من خلال مشروع مهني, واقعي, إستطاع بعزيمته, و كفاءته, و مهنيته, و أخلاقه العالية, أن ينزله على أرض الواقع, رغم العراقيل و المصاعب التي واجهته في بداية مشواره الوظيفي داخل المجموعة, و هو ما يلخصه الشاب "مشنان" في كلمات معبرات للغاية, خلاصة تجربته المهنية الناجحة و زبدتها, بالقول: "دائما ضع في مخيلتك أن ما يراه العقل ويتصوره يمكن تحقيقه, ولا يوجد ما يسمى بالمستحيل, فما هو ممكن لغيرك هو أيضاً ممكن لك, وعندما تعرف ماذا تريد من حياتك, بوجود رغبة قوية تجاه ما تريد, عندها ستجد طريقاَ للوصول وتحقيق ما تريد بإذن الله".